الأربعاء، 1 يناير 2014

بلاغٌ إلى الرّبّ المهيمن جلّ في عليائه


بلاغٌ إلى الرّبّ المهيمن جلّ في عليائه
 كتب / أحمد العزيزي
يوم الخميس الموافق :
9  من شهر رمضان المبارك عام 1431 هـ
18  من أغسطس عام 2010 م

     لمّا تكالبت علينا الأمم من كلّ حدب وصوب ..
     لمّا تكالب معهم علينا بنو جلدتنا والنـّاطقون بألسنتنا من إعلاميّين مداهنين ومدلـّسين وعلمانيّين أخّروا وعطـّلوا دور المساجد حتى سقطت هيبتنا في قلوب أعدائنا وقد وعدنا الله أن ّعذابهم على أيدينا إن نحن آمنا به ولم نشرك به شيئا ، ولن يكون طريق الإيمان إلا عبر المساجد لا عبر القنوات ولا عبر الندوات.
     لمّا خرس لسان أهل الرّأي والحلّ والعقد وخافوا كلمة التطرّف فأصبحوا متطرّفين عن قضايا الأمّة وممّا تغلي قلوب أتباعها « الرّدكاليين ومش فاهمين !! »
     لمّا باع الأزهر رسالة الهداية بأبخس الأثمان وفرح بوثيقة الخزي والعار <وثيقة التنصير> ونسي سلاطين الأزهر انتقام الملك الجبّار.
     لمّا وافقوا على وثيقة التنصير والتنفير وصدّ المسلمين عن دين الله القويم.
     لمّا أصيب أكثر رجال أمّتنا بالدّياثة والخذلان على أعراض نساء أسلمن واستسلمن وانقدن لله مطيعات لأمره منتهيات عن نهيه فسلـّم شيخ الأزهر الهالك ووكلاؤه ونوّابه ومشيخة الأزهر بتمامها ، والرّئيس المسلم والمحافظ المسلم ومدير الأمن المسلم والضابط المسلم تواطؤوا جميعهم وسلـّموا أخواتنا المسلمات لرؤوس الكفر والضـّلالة .. وقد نهاهم الله عن ذلك .. وتالله لينتقم منهم عن كلّ صرخة صرختها إحدى أخواتنا وهي تعذب في أقبية الأديرة ومعتقلاتها لترتدّ عن إسلامها.. ألم تسمعوا قول الله جلّ في علاه :  }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ { الممتحنة/10
يا أيّها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ، إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام ، فاختبروهنّ ، لتعلموا صدق إيمانهنّ ، الله أعلم بحقيقة إيمانهنّ ، فإن علمتموهنّ مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبيّنات ، فلا تردُّوهنّ إلى أزواجهنّ الكافرين ، فالنـّساء المؤمنات لا يحلّ لهن أن يتزوّجنّ الكفـّار ، ولا يحلّ للكفـّار أن يتزوّجوا المؤمنات ، وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهنّ من المهور ، ولا إثم عليكم أن تتزوّجوهن إذا دفعتم لهنَّ مهورهنّ . ولا تمسكوا بنكاح زوجاتكم الكافرات ، واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم ، وليطلبوا هم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم ، ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه . والله عليم لا يخفى عليه شيء ، حكيم في أقواله وأفعاله.
    لمّا أصبح عرض بنتِ الإسلام مستباحا !!
    كيف يا مدير الأمن لو هي أختك بنت أبيك وأمّك ؟؟؟ !
    كيف يا شيخ الأزهر لو هي ابنتك خرّيجة الجامعة الأمريكية ؟؟؟ !
    كيف يا وزير الوقف الإسلامي تركتها وسلـّمتها لهم وهي وقف ربّاني لها أجران وفوزان وسعادتان ؟؟؟ !
    وأنتِ يا حكومتنا ومجلس شعبنا عليك وزر هذا كلـّه.
    لمّا نصّب الشـّيطان رايته فوق الأهرام فخاف كلٌ على كرسيّه ومكانه: الرّئيس خاف من أمريكا ، ومخابراتنا هابت الموساد ، وأزهرنا خاف الفتنة ، وشيوخنا فرّوا من التطرّف والتشدّد ، وما صدر عن طلبتهم حتى المواء !!
    هم لهم أقباط المهجر ، ونحن لنا الله خالق المغرب والمشرق ..
    متى تقدّمت عندكم المصالح على الأعراض ، فعلى الدّنيا السّلامة والعفاء.
    لمّا هُدّدنا بالغرب والأمريكان من عبدة الصّلبان وهاجوا وماجوا في عبّاسية المخابيل سبّاً وشتماً وطعنا ، وهتف بوق كنيستهم إنـّما المسلمون نجس ، دنـّسوا الأرض وملؤوها رجساً ، فأينما وجدتموهم فاقتلوهم ، ليطهّروا مصر من الاستعمار الإسلامي !!!
    لمّا بدأ زمن الانتكاسة والخذلان ، والسّلطة انتقلت لعبدة الأوثان ، فما هابوا نهضة خير الأديان وأفضل أمّة أخرجت للناس .. فوالله وبالله وتالله لو نادى المنادي أن يا خيل الله اركَبي وإلى ربكِ فارغبي ، لعرّفنا العالم بأسره الجبن الذي عليه عبدة الصّلبان ، ووالله إنها لقريبة ، جدّ قريبة ، وسننهض لقطع رأس الشيطان..
    ولمّا كان أكثر السّياسيين كذباً: أكثرهم احتقاراً لوعي الشعب ..
    وأكثرهم تبدلاً: أكثرهم مهانة في نفسه ..
    وأكثرهم حرصاً على الفتن:أكثرهم فقداناً للمؤهلات ..
    وأكثرهم جرأة على الحق والفضيلة:أكثرهم فقراً في الدّين والأخلاق ..
    رفعت هذه الشكوى وهذا البلاغ ...
لا لرئيس ولا لسلطان ولا ملك أو وزير أو والي ..
ليست شكواي هذه لمحافظ أو مفتي أو إمام أكبر أو أصغر ..
ليس بلاغي هذا لقاضٍ أو نائب عام أو وكيل عنه ..
لن يكون بلاغي لمدير خاف على كرسيّه .. فما عرف الأمن رغم أنّ اسمه مدير الأمن ونائب الوزير.
لن يكون بلاغي لمأمور عبده الناس زوراً وبهتاناً فيقول قائلهم < أنا عبد المأمور> عياذاً بالله.
لن يكون بلاغي هذا لرئيس الأمن العام..
ولا لرئيس مباحث أمن الدّولة..
ولا للمخابرات المدافعة عن الأوطان حربيّة كانت أو عامّة..
لن أدفع رشوة لأمين شرطة في وحدة تنفيذ الأحكام
ولا حتى ها قدم هديّة لرئيس المباحث الجنائية
ولن أجلس في الإستيفا تحت رحمة بلوكمين الأقسام
ولن أتوسّم في مخبري الأقلام ومحضري الأقسام فأقدم بين يديهم هذا البلاغ..
فحين تخلو السّاحة من الأبطال: يتمنطق بالسّلاح كل جبان خوار..
وحين تخلو من الزّعماء: يتصدّى للقيادة كلّ سفيه غرير..
وحين تخلو من الأمناء: يتظاهر بالوفاء كلّ خوان حقير..
وحين تخلو من الحكماء: يدّعي بالفلسفة كل جاهل مغرور..
وحين تخلو من المجاهرين بالحقّ: يصول فيها كل طاغية لئيم.

ونحن لا نستعجل عقوبة الله للمفسدين ، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام ، ويؤذوا جنوده الصّادقين ، فأمهلهم الله بضع سنين ، وأمدّهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين ، كاذبين في ادّعاء الورع والغيرة على الدين ، أذاقهم الله العذاب الأليم « وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليمٌ شديد ».
    لن أرفع شكواي لمجلس الأمن ولا للمحكمة الدّولية ، فمشكلتنا مع هذه الدّول والمنظمات المسمّاة بالكبرى: أنها تطعمنا ما لا تأكل ، وتكسونا ما لا تلبس ، وتعطينا ما لا تأخذ ، وتحيينا فيما تكره ، وتدعم من أشقيائنا من تشنق أمثالهم في بلادها.

سأرفع بلاغي وشكواي لمليكهم ومالك نواصي الإنس والجان.
سأتوجه ببلاغي إلى المهيمن سبحانه إنه على كلّ شيء قدير..
فتدبّر معي المعاني العظيمة لمن وجّهت له بلاغي:

جلالك يا مهيمن لا يبيد وملكك دائم أبدا جديد

وحكمك نافذ في كل أمر وليس يكون إلا ما تريد

ذنوبي لا تضرّك يا إلهي وعفوك نافع وبه تجود

فنعم الرّبّ مولانا وإنا لنعلم أننا بئس العبيد

وينقص عمرنا في كلّ يوم ولا زالت خطايانا تزيد

قصدت إلى الملوك بكلّ باب عليه حاجب فظ شديد

وبابك معدن للجود يا من إليه يقصد العبد الطريد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم