الأربعاء، 1 يناير 2014

إرهاب الكنيسة المصرية


إرهاب الكنيسة المصرية
كتب / الفقير لعفو ربّه ورحمته 
أبو كفاح الدّين
أحمد بن محمّد السّعيد العزيزي
سبط الإمام المجدّد ابن دقيق العيد
رحمه الله تبارك وتعالى .
مصر حرسها الله منارة للإسلام وأهله
يوم الخميس الموافق :
 من شهر رمضان المبارك عام 1431 هـ
18  من أغسطس عام 2010 م
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدّلالة على صحّته برهاناً مبيناً، وأوضح السّبيل إلى معرفته واعتقاده حقّاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً ، وادّخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً ، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه ، والتمسك بدعائمه وأركانه ، والاعتصام بعراه وأسبابه.
فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه ، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
} أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ  {آل عمران/83
أيريد هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب غير دين الله - وهو الإسلام الذي بعث الله به محمّدا صلى الله عليه وسلم - مع أنّ كلّ مَن في السّموات والأرض استسلم وانقاد وخضع لله طواعية كالمؤمنين – ورغمًا عنهم عند الشدائد ، حين لا ينفعهم ذلك وهم الكفار ، كما خضع له سائر الكائنات وإليه يُرجَعون يوم المعاد ، فيجازي كلا بعمله.
وهذا تحذير من الله تعالى لخلقه أن يرجع إليه أحد منهم على غير ملـّة الإسلام ، فلا يقبل من أحد ديناً سواه من الأوّلين والآخرين: } وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { آل عمران/85
ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والعبودية ، ولرسوله النبيّ الخاتم محمّد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبّته ظاهرًا وباطنًا ، فلن يُقبل منه ذلك ، وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.
وشهد بأنه دينه قبل شهادة الأنام ، وأشاد به ورفع ذكره وسمّى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام ، فقال تعالى:} شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  {آل عمران/18
شهد الله أنه المتفرّد بالإلهية ، وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم ، على أجل مشهود عليه ، وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل ، لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله.
} إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {  آل عمران/19
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله ، ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام ، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية ، واتـّباع الرّسل فيما بعثهم الله به في كلّ حين حتى خُتموا بمحمّد صلى الله عليه وسلم ، الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به.  وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فتفرّقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجّة عليهم بإرسال الرّسل وإنزال الكتب ، بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدّالة على ربوبيّته وألوهيّته ، فإنّ الله سريع الحساب ، وسيجزيهم بما كانوا يعملون.
وجعل الله أهل الإسلام هم الشـّهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد ، لمَا فضلهم به من الإصابة في القول والعمل والهدى والنيّة والاعتقاد ، إذ كانوا أحقّ بذلك وأهله في سابق التقدير ، فقال:} وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ  {الحج/78
 وجاهدوا أنفسكم ، وقوموا قيامًا تامًّا بأمر الله ، وادعوا الخلق إلى سبيله، وجاهدوا بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم ، مخلصين فيه النيّة لله عزّ وجلّ ، مسلـّمين له قلوبكم وجوارحكم ، هو اصطفاكم لحمل هذا الدّين ، وقد منَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة ، ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها ، كما كان في بعض الأمم قبلكم ، هذه الملـّة السّمحة هي ملـّة أبيكم إبراهيم ، وقد سَمَّاكم الله المسلمين مِن قبلُ في الكتب المنزلة السّابقة، وفي هذا القرآن ، وقد اختصَّكم بهذا الاختيار ليكون خاتم الرّسل محمّدا صلى الله عليه وسلم شاهدًا عليكم بأنه بلَّغكم رسالة ربه ، وتكونوا شهداء على الأمم أنّ رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه ، فعليكم أن تعرفوا لهذه النـّعمة قدرها، فتشكروها ، وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصّلاة بأركانها وشروطها ، وإخراج الزّكاة المفروضة ، وأن تلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى ، وتتوكّلوا عليه ، فهو نِعْمَ المولى لمن تولاّه ، ونعم النـّصير لمن استنصره.
وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان ، ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال: }وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً { النساء/125
لا أحد أحسن دينًا ممّن انقاد بقلبه وسائر جوارحه لله تعالى وحده ، وهو محسن ، واتبع دين إبراهيم وشرعه ، مائلا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة . وقد اصطفى الله إبراهيم -عليه الصّلاة والسّلام-  واتخذه صفيّاً من بين سائر خلقه . وفي هذه الآية ، إثبات صفة الخُلّة لله تعالى وهي أعلى مقامات المحبة والاصطفاء.

أمّا بعد...هذا بيان لجميع الخلق وإحقاقاً للحقّ أردت به أن أظهر فضل النّور على الظلمة ، وفضل البشرى على النـّـُفرة.. حديثي في هذا الكتاب انتصاراً للأسيرات الرّهينات في زمن ما يسمّى بالحرّيات والدّيمقراطيّات والجعجعات والطـّنطنات بحق ّالفرد والمجتمع ، أثبت من خلال بحثي هذا أنّ دعاة الحرّيات دعاة بلهاء يخاطبون عالميّة خرساء بكماء ..
حديثي الآن عن الوفاء ، لمّا رفعت شعاره بنت الإباء والكبرياء .. لمّا لجأت لصاحب العظمة والجبروت ، إله الملكوت.
حديثي عمّن أسماها العالم الجليل زغلول النجار ) شهيدة العصر ( وأهداها أحد مؤلفاته.
وأنا أهدي روحها الطـّاهرة نبضات قلمي المكلوم ، وأقول: يا وفاء بإذن الله لكِ المكان الموصوف المعلوم ، المكان الذي سبقتك إليه بنت مزاحم، وماشطة ابنتها ، والعفيفة سميّة ، فارتقبن فالعذراء مريم ترقـًب وصولكن دار السّلام والكرامة ..
إلى الوفاء الإنساني المتمثل في:
 وفاء قسطنطين) زوجة كاهن أبو المطامير (
وكريستين قليني ) طبيبة الفيوم  (
وماري عبد الله ) زوجة كاهن الزاوية الحمراء(
وعبير فتاة مدينة ملوي
وماريان مكرم
وتريزا عيّاد
والشقيقتين مريان وكرستين واللتين أصبحتا ) أسماء وحبيبة (
والأخت مريان عاطف من الأميرية وقـُتل زوجها الشاب أحمد صلاح مشاطي.
ومؤخّرا وفي أثناء جمعي لهذا البحث وافتنا الفاجعة الكبرى في تسليم كاميليا شحاتة زاخر (زوجة كاهن دير مواس في المنيا كاهن قرية دلجا بملّوي ) إلى الكنيسة على أيدي شيوخ الأزهر وعملاء الأمن...
والكثيرات  الكثيرات من أخواتي المسلمات الشّهيدات والأسيرات في الأقبية الصّليبيّة والأديرة الإرهابيّة..
فهل استعبد الإرهاب القبطي رعاياه وسائر البشر ؟؟؟!!!
هل تملـّكت الكنيسة رعاياها ومن خرج عن رعايتها واغتصبت حرّياتهم إلى هذه الدّرجة ؟!
الكلام غريب ؟؟؟ !!!
لا والله ليس الكلام بالغريب ولكن أفهموني أنتم ما معنى أن تسلـّم امرأة مسلمة إلى الكنيسة ؟ بل ما معنى أن يسلـّم مرتدّ عن الإسلام إلى المسجد ؟ وهل الكنيسة سلطة تملـّكت البشر؟ هل الكنيسة استرقاق واستعباد في القرن الواحد والعشرين ؟!!
أين هي الحرّيات المزعومة ؟ أين حقوق الإنسان أم أهدرت كرامة الإنسان على المذبح الكنسي ؟ أم أنهم قد فسّخوا لحم الخارج عنهم والرّافض لهرطقاتهم عن عظامه عن دمه ووزّعوها قرابين وأكلوها كما يأكلون لحم المسيح ويشربون دمه في صلاتهم ؟؟؟
بأيّ حديث يرعوا هؤلاء القوم وبأي لغة يفهمون ؟
أين الحرّيات المزعومة ؟ أين حقوق الإنسان ؟ أين المؤسّسات والمنظمات أين المؤامرات والمؤتمرات ؟ أين انتم يا كلابا تعوي في حالكات الظلمات ؟
هل طلب مسجد للمسلمين أن تسلـّم له الخنزيرة ناهد متولي ؟
هل طلبت زاوية من زوايا الصّلاة عند المسلمين دم الدّاعرة نجلاء الإمام ؟
أم هل طلب أزهرنا بهيكل مجدي علام ؟
أين أنتم يا عقلاء العالم من هذا الخطب وهذا الكلام ؟
أجيبونا ... !!! ... أم حاصرتكم مؤتمرات اللـّئام ؟

 فإلى وفاء من أسلمن أهدي هذا الكتاب وأجعلهن - وبلسان حالهن ولما جرى لهن - يخاطبن الوباء الإعلاميّ المسموم فيقطعن ألسنة أمّ لهب وفاء سلطان والغانية نجلاء الإمام والسّاقطة مروى فكري بعد أن رفع لهم الإعلام أصواتا ونواحا وعواء وفحيحا ..
فهلاّ أسمعنا الإعلام المنصف صرخات الأسيرات من واقع العذاب ؟؟!
فهلاّ نبشت السّلطة الرّابعة – الصّحافة – في أقبية الأديرة ووصفت الحال وأجرت الأقلام ؟؟!
فهلاّ غمر إعلاميّ وقام بسبق صحافيّ وحاول أن يتوصّل إلى إحداهن وحاول أن يسمع أنينها وينقل لدعاة الحرّيات والدّيمقراطيّات أوجاعها ؟؟!
فما الإعلام إلاّ دجل ونفاق وجعجعات لحزبيّات وتنظير لمؤامرات لا يعلم شرّها إلاّ من استفاق بنور الوحي والرسالات..      
 فقد اشتدّ بلاء المسلمين بمصر حتّى صارت أعراضهم رهنا عند النـّصارى .. وما نسمعه بمصر الآن لا يماثل في التاريخ كلـّه سوى قصص المسلمين بالأندلس بعد سقوطها.. ومع هذا فلم نر من أهل العلم والرّأي بمصر من يحرّك ساكنا لهذه الأهوال الواقعة على رؤوس المسلمين.

 فأساس نكبة أمّتنا في القديم والحديث: حكّامها الظالمون ، وأذكياؤها المنافقون ، وعلماؤها الغافلون ، ومتكلـّموها والمتشدّقون..
وإنه لمن العار أن تصبح مصر قلب العالم الإسلامي مَحُوكَةً من الأقلية النصرانية الحاقدة بل وتصبح نساء المسلمين فيها سبايا عند الصّليبين بينما لا نسمع كلمة حق ّمن العلماء وأهل الرّأي. لم تخصّص لهن محاضرة من شيوخ القنوات ومبدعي الإعلام في قنواتهم التي جمعوا لأجل تأسيسها أموال الزّكاة ، والتي كانت أولى أن تنفق في تحرير رقابهن من الأسر.

يا علماؤنا.. يا دعاتنا .. لكم موقف أمام الله .. ولن تبرّئ ساحتكم حججُكم البلهاء) خوف الفتنة ( بل قولوا الحق ،ولا تسكتوا حفاظاً على قنواتكم واستوديوهاتكم وبلاتوهاتكم الإعلامية ، حتى أصبحتم كالممثلين خلف الشاشات متمايلين مع بريق الكاميرات وفنون الإضاءة والمؤثـّرات الصّوتية والحركيّة.
فمن مظاهر الخسّة واللؤم، أن يتصنع الإنسان العظمة والحزم والكبرياء أمام إخوانه وأعوانه ، وهو من أجبن الناس وأذلـّهم وأنذلهم إزاء الأقوياء والرؤساء.
من لم تملأ قلبه مشاعر الإيمان بالله ومراقبته:رلم يؤمّن على أمّة وعلى شعوب ، ولا على مبدإ كريم.

فيا علماء مصر يا ملح البلد .. من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟!!!

وليعلم الجميع أنّ المعركة التي بيننا وبين اليهود والنصارى هي معركة عقيدة وقضيّة إيمان وكفر .. فهم يريدون أن يستأصلوا شأفة المسلمين ، ويقضوا على الإسلام . فكيف يُؤْمَنُ جانبهم ؟!!  وكيف يواليهم بعض المغفلين من المسلمين ؟ ناسين أو متناسين هذه العداوة، وهذا البغض وهذه الكراهيّة التي في صدورهم وغلـّهم على الإسلام ، وحقدهم الدّفين ، لا بدّ وأن تتضح الرّؤية في أذهان المسلمين كلهم أجمعين ، أنه ليس هناك مثقال ذرّة من حبّ أو إخلاص في قلوب اليهود والنصارى لأي مسلم ولا للإسلام ، وأنّ كلّ ما يفعلونه ويتظاهرون به من باب الخداع والمراوغة فهم لا يألون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّة ، ولا عهد لهم ولا ميثاق.. فالحذر كل الحذر أن يخدعونا ليسلبوا منـّا إسلامنا ويلبّسوا علينا ديننا.. وإنّ لنا فيما حدث للمسلمين على أيـديهم في البوسنة والفلـبين والصّـومال والشيـشان وفلسطين والعـراق وأفغانستان وإندونيسيا ولبنان خير دليل.
لنا الله من حرّاس يردعوننا ، وأمناء يخونوننا ، ووكلاء يتآمرون علينا ، وعيون لنا يصبحون علينا ، وأطبّاء أصبحوا مرضى ، ومضمِّدين انقلبوا جارحين ، وأساة صاروا شامتين.
لنا الله .. لنا الله ...

فهذا بيان إبراء الذمّة وانتصاراً للحقّ
والله هو المهيمن القاهر وحده
وإليه المشتكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم