الخميس، 28 أغسطس 2014

"الكلاب المسعورة" !!



"الكلاب المسعورة" !! 

لما كانت الدولة الإسلامية بالعراق تواجه (وحدها) جحافل الصليبيين والمجوس والروافض والصحوات، كان الناس في غفلة عنها.. حتى من المهتمين!! ولما شاءت أقدار الله أن تتمدد إلى الشام بعد خلخلة النظام النصيري بالثورة، ونجدتهم في إنقاذ أهل السنة من الحقد المجوسي..
جُن جنون العالم، فسوريا "مربط رئيسي من مرابط النظام الدولي" وتمدد الدولة نحو سوريا، يعني تلقائياً سقوط لبنان والأردن تابعاً.. وهم معاقل أجهزة الاستخبارات العالمية، وحماة أمن إسرائيل وحدودها..
ثم أتبع ذلك انتصارات عظيمة في العراق، وثبات في الشام.. مما أربك جميع حسابات أجهزة الاستخبارات وصناع القرار كما صرح بذلك كلب الروم !
فبدأت حملة تشويه مسعورة تولى كبرها الصليب نفسه ! وفشلت الحملة الأولى في تحقيق مرادها، فانتصارات الدولة حاضرة، والشباب بها متعلقون فهي الأمل الوحيد بعد إفلاس "كل" مشروعات الحركة الإسلامية الدائرة بين: الدراويش والمخترقين والعملاء، ويكأن الشباب هم "ذرية" لم تتلوث بجنيات "الاستبداد والفشل": { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ }[يونس : 83] وفشلت هذه الحملة لأنها كانت آتية من رؤوس العلمانية، وكهنة وسدنة الطواغيت.. فكان ليس لها كبير أثر، أو آثارها عكسية !
ثم مضت الدولة في طريقها تجاهد ولا تبالي.. وكل يوم - بل ساعة - تمر تزداد خطورتها على النظام الدولي، ومنطقة الشرق الأوسط يُنظر إليها على أنها دولة واحدة وسياسة عامة واحدة، وإن اختلفت في التفاصيل ! واليوم بعدما اطاحوا بالإسلام السياسي أو الإسلام المدني الديمقراطي، في خطأ استراتيجي - كما عبر عنه م. خالد غريب في مقاله "الارتباك الكوني" - ليس أمام الشباب إلا الدولة.. فهي نموذج حي، واقعي.. بل ومنتصر، فكان لا بد من هجمة جديدة.. وأخطر الهجمات - كما صرح وزراء دفاع الصليب - هي نزع القبول الشعبي والحاضنة لها؛ حتى ينفر منها الناس !
ولا بد للهجوم من تعدد الجبهات.. لا يهم التناقض "الأيديولوجي أو العقيدي" بين جبهات الهجوم، المهم أن يكون الهجوم على هدف واحد ومن كل طريق.. "الدولة الإسلامية" فجاءت:
(1)
هجمة العلمانية: واحترافها الكذب واختلاقه خلقاً.
(2)
هجمة الروافض: واحترافهم ادعاء المظلومية والمقاومة.
(3)
هجمة كهنة الطواغيت: واحترافهم تحريف الكلِم عن مواضعه.
(4)
هجمة سفهاء: واحترافهم الحديث بالشرع، والدين.
(5)
هجمة الإخوان: واحترافهم تحريك الأذرع الإعلامية لديهم في كل مكان، وخلق رأي عام بوجه إسلامي !!
كل الهجمات كانت سهلة عدا الجبهتين الآخرتين: هجمة السفهاء، وهجمة الإخوان !!
هجمة السفهاء :
كان احتراف هؤلاء السفهاء الحديث بالشرع وبالدين أثره البالغ في تشويه صورة الدولة الإسلامية.. فتحدثوا عن أنه لا يوجد دولة، ومن ثم لا شرعية للخلافة.. بينما الدولة تتمدد على مساحة 30 ضعف مساحة قطر، ومنذ يومين حررت - بفضل الله - مطار الطبقة بمحافظة الرقة وهي ضعف مساحة لبنان !
فهي حقاً "دولة" وليست كأي دولة.. بل الدولة المسلمة "الوحيدة" الخارجة عن "هيمنة الصليب" وعن "مجلس الصليب الدولي"! وهي الدولة المسلمة "الوحيدة" التي فيها الاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع.. وإذا أقررنا هذه الفرضية، فإنه من الطبيعي أن تُعلن الدولة الخلافة، بل يصبح الأمر وجوباً.. فلا خلافة قائمة، ولا شرعية إسلامية معتبرة في غيرها.. لأن الاجتماع ينعقد على كتاب الله؛ لتحكيم شرعه.. وغير ذلك فلا "شرعية" وإن جاءت برضى كل أهل الأرض !
بدأ هؤلاء السفهاء في إثارة قضايا شائكة، ومعقدة.. لا يستطيع العامة إدراك تفاصيلها أو فهم أبعدها أو دلائل استنباطاتها ! ثم اعتبروا الدولة مجرد "فرد" يطعنون فيه إذا أخطأ، ويعبرون خطئه دليل فشله، وانحرافه.. بل وبطلانه بالكلية!!
هؤلاء السفهاء: عقولهم المتكلّسة على صورة "التنظيم" لا تستوعب معنى كلمة "دولة" ولا تستطيع إدراك معنى "تأسيس" دولة تنزع نفسها من "الهيمنة العالمية للصليب" وتجاهد ملل الكفر مجتمعة !! في حالة لو تخيلها أحد قبل قيام الدولة لاتُهم بالجنون.
هؤلاء السفهاء: لا نعرف ماذا تفعل لهم الدولة لتنال رضاهم السامي.. هل تعود تنظيماً، يجاهد حتى الفناء، ويتحصل الثمرة كلاب العلمانية والديمقراطية؟! أم يريدون البقاء داخل حدود قطعة أرض، لا يرفعون لشرع الله راية؟ أم يريدون الانسحاب من الشام - الأمر الذي أحرق قلوبهم، وأخرج خبثها - وقطع الطريق على "النضال الثوري والوطني" و"المشاركة السياسية الديمقراطية" و"الجهاد المحلي المستأنس.. الذي لا يُغضب طواغيت الخليج"؟ لا أحد يعرف.. وليس المهم أن تعرف، المهم أن تطعن، وتنبح !
هؤلاء السفهاء: قلوبهم تحجرت على الذلة، والخنوع، والانبطاح.. ولا تتخيل عزاً للإسلام والمسلمين، وإن كان ثمة عزة فلا بد وأن تمر من خلالهم، وعبر تصوراتهم، وتحقيقاً لأقوالهم.. وإلا فلا وألف لا أن ينتصر أحد حتى نبارك فعله، ونعطيه صك الحق المطلق الذي معنا !!
هؤلاء السفهاء: ظلوا يتهمون الدولة أنها تقتل المجاهدين!، وبينما الدولة تنفي هذه التهمة، وهي الدولة التي لا ترهبها تنظيمات مسلحة! فهي تقاتل من عشر سنوات جحافل الصليبيين وهزمتهم على أرض العراق.. بينما الدولة تنفي قتل المجاهدين، وتقول أنها: ردت الصائل، وحاربت الصحوات! يقول "حسان عبود" قائد أحرار الشام، ورئيس الهيئة السياسية في "الجبهة الإسلامية" أنه "أول" من قاتل الدولة الإسلامية ! [المصدر: https://www.youtube.com/watch?v=ibMyfRTzGBI] وبينما يقف كلب "الجيش الحر" يطلب الدعم من الصليب الأمريكي الدعم فتخصص له أمريكا 500 مليون دولار لقاتل الدولة..[المصدر:http://www.chadafm.net/component/k2/500] وحدثت تحالف مع جبهة الجولاني والجيش الحر [المصدر: https://www.youtube.com/watch?v=AMrxaGgKxfw] وتحالفات مشبوهة مع باقي التنظيمات المسلحة.. ممولة خليجاً كلها من أجل قتال الدولة.. ! بل وصدر بيان رسمي من "الجبهة الإسلامية" ألوية صقور الشام يقول بنده السادس: "كل من ثبت تنظيمه مع داعش وأصر على البقاء معهم يُعتبر هدفاً مشروعاً لكل المجاهدين ودمه هدر، ولقد أعذر من أنذر" [بيان شرعي: المكتب الشرعي العام]
ثم يتهمون الدولة بقتل المجاهدين، ويستخدمون وسائل خسيسة لإقناع السذج بذلك، بينما الحقيقة العكس، فكذبوا ودلسوا، واتبعوا أهوائهم حقداً وحسداً.. وليعلم السفهاء أن جميع الفصائل المسلحة ستتحد مع النظام النصيري الكافر ضد الدولة، وسينفصل المخلص منهم، ويبقى من فيه قلبه رجس ودنس! وسيندحرون جميعاً بإذن الله، وستحرر دمشق أكناف بيت المقدس.. بمشيئة الله وفضله.
وبينما من يشهد على نفسه ببدأ القتال، ومن يتحالف مع الصليب، وأخيراً يتفاوض ويتصالح مع النظام النصيري الكافر - ومنهم الإخوان والجيش الحر - وهؤلاء هم الخونة والقتلة والمجرمون - تنخرص الألسنة المسعورة عنهم، ولا تنطلق تنهش إلا في جسد الدولة.. فما أنجس وأحقر فعلتهم !
هؤلاء السفهاء: اعتبروا أن هناك صورة وحيدة إما أن تكون الدولة طاهرة مقدسة، أو دنسة حقيرة.. فأي خطأ - ولو كان بسيطاً - فهو دليل بطلان لجهاد عشرات السنين! وحتماً ستقع أخطاء - وستظل تقع أخطاء - ولكن هل المطلوب هو: استدراك الخطأ، وتصحيح المسلك؟! أم هدم الدولة ونجلس نبكي أحزاننا وأطلالنا ؟!!
وجعلوا يقارنوا "الدولة" بـ "التنظيم" وكل خطأ يقع ينسحب على الدولة كلها ! ولما وقعت "التنظيمات المسلحة" في الشام في فتن وشبهات "التمويل والتحالفات" وقع الاقتتال وضاعت رؤية الحق بين عوام الناس، وحسبوا أن الدولة تقتل المجاهدين والمسلمين، مستغلين تشابك الأحداث، وتعقدها، ومستغلين غفلة الجماهير وسطحية عقولها، ومستغلين عجز القراء عن البحث والتدقيق في كل مسألة.. على ساحة تتصارع فيها وعليها جميع أجهزة المخابرات العالمية.. وبدلاً عن بيان الحق للناس، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، مضى السفهاء يزيدون في الالتباس، والتدليس، حقداً وحسداً من عند أنفسهم !
هؤلاء السفهاء: يتخيلون مجتمعاًُ ملائكياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وغفل السفهاء عن أن الله - تعالى - وصف جيش النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ (الفشل، والتنازع في الأمر، والعصيان، وطلب الدنيا) ! ونزل القرآن معاتباً إياهم! وفي نفس الوقت مواساة بأنهم "الأعلى إن كانوا مؤمنين" وأن الله اتخذ منهم الشهداء.. فالحق حق، والخطأ خطأ.. أما السفهاء فيبحثون عن أي نقيصة لتضخيمها حتى تساهم في عملية التشويه.. دون أن يدركوا الواقع أو الشرع أو السياسة.
هؤلاء السفهاء: اتهموا الدولة بأنها "طائفة الخوارج" ونسي هؤلاء السفهاء أن يقولوا: على أي شرعية إسلامية خرجوا.. والأمة كلها واقعة في أسر "قوى الجبر الصليبية" وخدمها من الطواغيت ؟!
أما هجمة الإخوان.. بتنظيمها الدولي:
فالتحركات الأخيرة في العراق وسوريا ومصر ولندن والأردن ولبنان.. وغيرها، تشير إلى وجود تفاهمات واتفاقات على مواجهة ما يُسمى "داعش" وأن فرصة الإخوان الوحيدة - لا سيما في مقر الجماعة الأم بمصر - باتت في دفعهم للمواجهة مع "الإسلام الأصولي المتشدد" كما تسميه "راند"، وكما يسمي الإخوان أنفسهم متبرئين من توصيف راند - للإسلام المتشدد - بأنهم: "الإسلام الوسطي المعتدل" أو "الإسلام المدني الديمقراطي"!
وتولى الإخوان كِبر الهجمة المسعورة الثانية.. فتحركوا في توقيت واحد، بأمر واحد، بتكليف واحد.. للهجوم الشرس، وبلا مقدمات على ما يُسمى "تنظيم داعش الإرهابي" وانطلقت "الكلاب المسعورة" في كل مكان تطعن بكذب وجهل واختلاق وتشويه في الدولة الإسلامية.. بينما هي تجاهد ملل الكفر مجتمعة، ودون تكافأ في القوى..! ومازالت هذه الحملة المسعورة قائمة، والفضل من الله فهي على وشك الفشل أيضاً.. بعد أن لحقهم الخزي والعار والخذلان !!
ولعل المتابع الجيد: يجد أنه إذا أصاب الدولة مصاب.. تجد هؤلاء إما شامت أو صامت، وكأن الأمر لا يعنيهم؛ أو هو دليل على انحراف منهج الدولة، وإذا انتصرت - وبفضل الله انتصاراتها كثيرة - تجد الجميع يخرص، ويصمت..! ويقول الانتصارات ليس دليلاً على صحة المنهج! وإن الانتصار الأخير في مطار الطبقة الذي كان يذيق المسلمين سوء العذاب، والذي استبسل فيه المجاهدون أشد الاستبسال في خمسة أيام متواصلة لتحريره من النصيرية والروافض، وقدموا فيه خيرة الشهداء.. في أشد وأعنف المعارك، وأصبحت الرقة خالية من نجس المجوس، فلم تسمع صوتاً واحداً ولا نباحاً لهذه الكلاب المسعورة ! يشكر صنيعهم!
في الوقت الذي كان فيه الخونة من إخوان سوريا يتفاوضون - تحت قدم الصليب - مع المجوس على سعر الدماء والأعراض.. ماذا سنأخذ من حصة في الحكومة؟! ووالله لن يأخذوا إلا الخزي والذلة، يتفاوضون تحت أقدام الصليب بدلاً عن الجهاد مع إخوانهم نصرة لدين الله، ودفاعاً عن دماء المسلمين وأعراضهم..!
إما إذا وقع خطأ - وحتماً ستقع أخطاء - انطلقت الكلاب المسعورة تنبح في كل مكان، وكلٌ يقدم قربانه.. فهذا يتكلم بالشرع، وهذا يختلق قصة من خطأ صغير، وهذا يعيد إنتاج الكذب، وهذا يتهم، وذاك يطعن، وهذا يشوه.. كأن الكلاب تنتظر الخطأ وتتمناه كأنه قطعة اللحم الملقاة إليهم.. فاستباحوا لحوم إخوانهم المجاهدين بينما هم يقدمون أنفسهم رخيصة لدين الله، وفداء لأمته..
وهنيئاً لمن اختاره الله ليدافع عن دينه، وتباً وسحقاً لمن لعنه الله، فجعله كلباً يعوي خدمة للصليب!

ــــــــــــــ
وإن عدتم.. عدنا، ولا كرامة لخائن !


كتبها الأستاذ : أحمد طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم