الأحد، 24 أغسطس 2014

رسالة زوجة عن التعدد


رسالة زوجة عن التعدد 



 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل أخواتي الفضليّات
أنا أختكم في الله من آل العزيزي أريد المشاركة معكم بعد أن أطلعني زوجي عن فحوى البعض من مشاركاتكم المشوّقة  فإنني وددت أن أشارككم عبر متصفـح زوجي ...
التعدّد ... 
التـّعدّد كالبحر لا يدخله إلا من يجيد السباحة
هذه النّعمة التي أنعم الله بها على المجتمعات والتي لا يدرك مرماها إلا من لمسها عن قرب وأحس بفوائدها
إلا أنه هناك من يرى عكس ذلك ولكننا سوف لا نخوض في مثل هذا لأنه ليس لنا ذلك فشرعيّة هذا الأمر هي مضبوطة لا جدال فيها " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص ِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " 
أخي الرّجل ... أختي المرأة ... هناك من يقول إنّ كثيرا من الناس له أهداف بالتعدد فمن هدفه إحصان نفسه لأن زوجته الأولى لا تكفيه ومنهم من يريد تكثير النسل ومنهم من يريد أن يستر امرأة مسلمة وكل هذه الأمور لا يلام عليها الإنسان وأشير إلى نقطة وهي أن بعض الناس كأنه يعيب على المعدد أن همّه الشهوة فقط والصحيح أنه لو كان همّ المعدّد الشـّهوة فقط لا يلام لأن هذا هدف من أهداف الزّواج بالأصل .
لابد أن يكون عندك وعي وإدراك أنك إن سلكت هذا الطريق ستأتيك معوقات وسب وشتم وربما يتغير عليك أناس لم تتوقع ذلك منهم  !!

فإذا كنتَ محتاجاً للتّعدّد فابدأ بتمهيد الطريق لزوجتك الأولى وهن يختلفن : مِن النساء من لا ينفع معها التفاهم ولا يصلح معها الإقناع 
أما إذا كانت امرأة عاقلة وصاحبة رأي فلا مانع أن تطرح عليها الأمر على أنك تستأذنها 
أذكر امرأة متدينة قالت لزوجها : ( والله لو رأيت أنك محتاجا للزواج وتخشى على نفسك الحرام فلا أحلك أن لا تتزوج ولكني أطلب منك طلبا أني أنا من يختار لك الزوجة لأنها ستكون قرينة لي وأنا من يختار لك ولا تتزوج من أختار لك حتى تراها الرؤية الشرعية حتى تقتنع بها )

وهناك من النساء من تعرض الزواج على زوجها لأنها رحمت صاحبتها التي لم تتزوج  !!

وإن كان مثل هذه القصص قليلة إلا أنها موجودة إلا أن أكثر النساء تأثرن للأسف بالإعلام وحربه على التعدد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ..

من أراد التعدد لأجل إعفاف نفسه فليعدّد ففي ذلك عفاف وحفاظ على عرى المجتمع ولا يضع في باله أن يلومه أحد لوماً شديداً فهناك من تبكي وتخوفه بالله وكأنه فعل جريمة من الجرائم وسيجد من يصفه بالخائن الذي لا يقدر الجميل ومن الناس من يصفه ربما بالشهواني كل هذا الكلام سيجده لأن الغالب منتكس الفطرة يغض الطرف عمن يسافر للحرام ويلوم من يتجه للحلال فلا يجب أن يأبه به بل يكون حازماً لكن من غير قسوة .. وليشعر الناس أنه أتخذ هذا القرار وليس لأحد أن يتدخل في حياته إلا في خطابه مع والديه فليكن ليناً سهلاً وبالحسنى ويقنعهم وأنه محتاج لهذا الزواج لأن الله أمرنا بالإحسان إليهما 

لكن بعض الناس يسيء للتعدد بحيث أنه يهدّد دائماً زوجته الأولى حتى أنه يعقدها زيادة على غيرتها ومن الناس من يعدّد ويظلم الأولى بحيث يهجرها أو يشرّد أولادها أو يضيـّق عليها بالنـّفقة !! لذلك ساءت سمعة التّعدد بسبب الأشخاص وليس بسبب الشـّرع .

لذلك المعدّد لابد أن يكون صاحب هدف في تعدّده ولا يكون فقط للتـّذوق والتـّجربة ولا يكون لأجل فقط أن يقول عنه النـّاس أنه معدّد  !!
إن الإسلام حين أباح التعدد لم يبحه هكذا مطلقا بلا قيد ولا شرط، بل جعل هناك شروطاً لا بد أن تتوفر في الرجل قبل أن يقدم على التعدد 
1/العدل لقوله تعالى: ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)) (النساء : 3) .
فإن من لا يقدر على العدل بين الزوجات، أو يأنس من نفسه عدم العدل بيقين أو يغلب على ظنه ذلك فإنه يحرم عليه الإقدام على التعدد.
لكن هاهنا سؤال : وهو : فيم يكون العدل ؟ وكيف يتحقق؟
فنقول : يجب العدل على الإنسان فيما يقدر عليه وذلك في المعاملة قولا وفعلا، ومعنى ذلك : أنه يعدل في ما هو في ملكه وتحت قدرته من المساواة بين الزوجات في النفقة والقسم والمبيت والكسوة ونحو ذلك من الأمور الظاهرة ، وأما الأعمال القلبية والمشاعر النفسية فهي ليست في مقدور الإنسان ولذلك لا يكلف الإنسان العدل في الحب ، وما يترتب عليه من الجماع إذا كان لا يقدر عليه وإلا فالأولى أن يعدل حتى في الجماع
ولهذا روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك ))
ولكن لا تفهم الحديث خطأ وتجعل تصرفاتك دائما أنها فيما لا تملك ، يا أخي هناك تصرفات كثيرة تملكها، ألست تملك الابتسامة ، ألست تملك اللفظ، اتق الله في هذا فالله يعلم ما تخفي وما تعلن . 
2/ القدرة على النفقة : فإنه لا يجوز لغير القادر على النفقة أن يعدّد لأن في ذلك تضييعا للواجب عليه فيحصل بذلك الضرر على الأولى والجديدة، والقاعدة الشرعية أن الضرر يزال (( لا ضرر ولا ضرار)) 
3/ أن لا يزيد على أربع يجمع بينهن:
وهذا تقدم نقل الإجماع عليه، وربما يوجد من الجهلة في بعض بلاد المسلمين من يزيد على أربع وذلك خلاف إجماع المسلمين.
4/ أن تكون هذه الزوجات ممن يجوز له الجمع بينهن:
فلا يجوز للرجل الجمع بين الأختين بنص القرآن : ((وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ)) (النساء : 23) .
ولا يجوز الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها للحديث المتفق على صحته : وهو قوله على الصلاة والسلام : (( لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها)) 
فهذه هي الشروط التي ذكرها العلماء لمن أراد أن يعدد، وما عدا ذلك من الشروط التي ذكرها بعض المتأخرون مثل: اشتراط إذن القاضي، أو اشتراط الضرورة والحاجة إلى التعدد، أو اشتراط وجود المبرر للتعدد، فهذه وغيرها قيود ما أنزل الله بها من سلطان وهي تضييق على المسلمين ، ولعل الذي دعاهم إلى ذلك الانهزامية المقيتة أمام الغرب 

وأنا في الأصل أنصح بالتـّعدّد لمن توفـّرت فيه الشـّروط وانتفت الموانع فمن رأى أن زوجته الأولى لا تعفـّه ويخشى على نفسه الحرام فيجب عليه أن يعدّد عند الاستطاعة ولا يلتفت لكلام الناس فهناك من يسافر للخارج لأجل الحرام وهناك من له علاقات مشبوهة .. لذلك في الغالب لا يعدّد إلا أهل الدّين والصّلاح والمروءة لخشيتهم من الحرام ..وهم بالتالي لهم القدرة على الجمع بين أكثر من زوجة والعدل بينهما أو بينهنّ ..
صحيح أنّ جميع الأخوات المتزوجات وغير المتزوجات يعلمن مشروعية التعدد وأسبابه وضوابطه لكن البعض منهنّ يخلطن بين الكلام الذي نقوله وبين ما يرينه أو يعانينه من ضيق وظلم وسفه عند بعض الرجال وتعدي على نقاوة مشروعية التعدد فلا لوم عليهنّ  بل وجب أن نوضّح لهن موقف الشرع من ظلم الرجال وقسوتهم وحيلهم في مسألة التعدد واتخاذهم القضية كعصا يضرب به ظهر الزوجة الممنوعة هي من التعدد.

والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم