السبت، 7 مايو 2011

الثورة المصرية


تصوير لوقائع ثورة التحرير
تغــيير .. حــرية .. عـدالة اجتـماعـية




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين وآله النجباء الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن إتبع سبيلهم وسلك مسلكهم إلى يوم الدين واحشرنا معهم يا أرحم الراحمين .
إخوتي وأخواتي الأماجد العظام أكتب لكم وقد جاد وأكرمنا الملك الديان بحضور ومشاهدة ومتابعة هذا الحدث التاريخي العظيم
ثورة الشعب المصري الأبي على الظلم والفساد والديكتاتورية والطغيان أكتب لكم وأسرد وقائع غرق فرعون مصر الحديثة في لجج الغضبة الشعبية بعد أن تذوق مرارة الدماء المصراوية وعرف وزبانيته وسدنة حكمه الطاغوتي شدة وطأة الشعب وقوته وشديد بأسه في السلم والحرب على كل مغتصب غاشم ظالم لنفسه جهول...
وأحمد الله جل وعلا أني كنت من المتوقعين لهذه الثورة المباركة في سنوات سابقة وكذلك فإن الله تبارك وتعالى أكرمني بمعايشة ثورتين مسلمتين عربيتين لما أخبرتني زوجتي في تونس بأن الشعب التونسي قد تمكن من إسقاط الطاغية زين الدجالين بن علي وفراره من البلاد , فما كان مني إلا أن هتفت بالتكبير وقلت متمنياً (( عقبالنا في مصر ))
فما مر الأسبوع  إلا وقد ثار الشعب المصري على طاغوته ألا مبارك فكانت فرحتي فرحتين وثورتي ثورتين سائلاً الله تبارك وتعالى أن يحرر باقي بلاد الإسلام من طواغيتها ومستبديها .
( أما والله لو عرف الأنام ... لما خلقوا لما غفلوا وناموا )
( لقد خلقوا لما لو أبصرته ... عيون قلوبهم ساحوا وهاموا )
( ممات ثم قبر ثم حشر ... وتوبيخ وأهوال عظام )
( ليوم الحشر قد خلقت رجال ... فصلوا من مخافته وصاموا )
( ونحن إذا أمرنا أو نهينا ... كأهل الكهف أيقاظ نيام )
ولطالما حذرت مما حذر منه محدث الأمة في زمن الغمة العلامة المحدث : أحمد بن محمد شاكر رحمه الله إذ حذر وقال :
( يوشك أن تقع الواقعة، وقد تكون هي الحاسمة المدمّرة، على رأس الطغاة المستبدين المستكبرين. فحذار أن تُخدعوا عن أنفسكم وعن أممكم كما خُدعتم من قبل.)
إنهما فريقان يتناحران، ليس بهما إلا الاستبداد والطغيان، وليس بهما إلا أن يستعبدكم الفريقُ المنتصر. لا تصدقوا أن واحداً من هؤلاء أو هؤلاء يريد بكم الخير أو الحرية.
أيتها الأمم المستعبدة، من العرب، من أقصى العراق إلى أقصى المغرب، ومن المسلمين وغير المسلمين، فيما يسمونه "الشرق الأوسط" و"الشرق الأقصى"! إنكم ضحية هؤلاء الفجرة، وقد لبثتم في إسار الذل والاستبعاد بضع مئات من السنين. ذاق هؤلاء الوحوش الأوربيون طعم الخيرات في بلادكم، ثم طردهم أبطال الإسلام في الحروب الصليبية من بلاد الإسلام وبلاد الشرق. وعرفوا منكم ومن بلادكم معنى الحضارة وحقيقة الحرية فلم يستطيعوا صبراً عن مطامعهم وثاراتهم.
لا تُخدعوا بما يزعمون من دفاع عن الحرية وعن الحضارة، فإنما الحرية عندهم حرية أوربا، وحرية الأوربيين في أمريكا وغيرها. وشاهدكم على ذلك ما فعلوا ويفعلون في أهل أمريكا الأصليين إلى اليوم، وما فعلوا ويفعلون في أهل أستراليا الأصليين إلى اليوم.
لا تُخدعوا بما يسمونه "الدفاع المشترك" و"المواقع الاستراتيجية"، فإنكم ترون بأعينكم وتسمعون بآذانكم ما يقولون في صحفهم، وما يعلن به قادتهم وزعماؤهم، وهم يصارحونكم بأنهم يأبون عليكم أن تقفوا موقف الحياد بينهم وبين خصمهم، وبأنهم سيأخذونكم في صراعهم إلى جانبهم، رضيتم أم أبيتم. وبأنكم أنتم السياج القوي دونهم وبأنكم الخط الأول في دفاعهم أو هجومهم.
وثقوا بأنه إذا تندّر الناس يوماً ما بأن الإنجليز قالوا في الحرب الماضية "سنقاتل إلى آخر جندي فرنسي"! فسيكون حقيقة واقعة أن الأمم التي تسمي نفسها "ألديمقراطية" وقد ضموا إليهم أعداءهم السابقين من "النازية" و"الفاشية"- ستقول في الصراع القادم سنقاتل إلى آخر رجل أو امرأة أو طفل في الشرق الأوسط والشرق الأقصى!! وسيمتصّون كل قطرة من دمائكم، وسيأكلون كل ذرة من خيراتكم!! فإنهم لا يفقهون إلا أنكم خُلقتم ردءاً لهم أولا، ثم غُنْماً لهم أخيراً.
أيها الناس:
لا تخدعن بما في أيدي بعض أممكم من مظاهر الاستقلال، فإنما هو استقلال زائف موقّت، سينقلب إلى أشد ما لقيتم من قبل من ألوان الاستعباد، إذا ما وقعت الواقعة، وجاءت الطامة على رؤوس هؤلاء السادة. وقد جرّبناهم في الحروب السابقة، فما رأينا منهم إلا شراً، وإلا استعلاء واستعباداً. بل لا تزال أمم كثر منكم ترْسِف في أغلال العبودية وما حال المغربين الأدنى والأقصى منكم ببعيد.
ولا تنسوا أن هؤلاء الوحوش المتعصبين يكرهون اليهود بأكثر مما تكرهون أضعافاً مضاعفة، ولكنهم في سبيل إذلالكم ووضع أيديهم على أعناقكم، وامتصاص خيراتكم ودمائكم –جاؤوا بشُذّاذ الآفاق من مجرمي اليهود ووضعوهم في قلبكم، قريباً من الحرمين. وبين العراق والشام ومصر. واصطنعوا لهم دولة يمِدونها بالمال والعتاد، لتملك عليكم أمركم كله من كل ناحية. وجعلوها دولة دينية زعموا! في العصر الذي يدّعون أن الدول الدينية لا بقاء لها ولا قرار.
ولا تظنوا أن الروس خير لكم منهم، أو أنهم سينصرونكم أو يدَعونكم أحراراً إذا ما ظفروا، فكل هؤلاء وأولئك شرّ، وكلهم عدو. ولكنا نأبى أن ننصر عدواً على عدو، ونأبى أن نكتب وثيقة استعبادنا بأيدينا، لهؤلاء أو هؤلاء.
بل يجب أن نقاوم هؤلاء وهؤلاء، بما استطعنا من مقاومة سلبية أو إيجابية، فلا نمكّن لواحد منهم في شبر من أرضنا، ولا بحبة واحدة من قوتنا. فمن فعل ذلك فهو خائن لأمته ولبلاده، ولسائر بلاد الشرق من آسيا وأفريقيا.
واعلموا –أيها المسلمون خاصة- أن من خاض منكم غمار الحرب القادمة، مع هؤلاء أو هؤلاء، ثم كُتبت له الحياة، كان حياً كميت، وعاش عبداً ذليلاً، آثماُ عاصياً، حتى يُسْلِمَه أجله إلى مصيره، وإن كتب عليه القتل، لم يكن شهيداً، بل مات خارجاً على دينه، مخالفاً عن أمر ربه، عاصياً لرسوله ومصيره إلى النار.
أيها الناس:
اعلموا "أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليُذْكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
وأنه "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً، وابْتُغِي به وجهه".
أيها الناس: قد أنذرتكم فاحذروا....
خُذُوا منِّي فؤادي وامنَحُونِي *** سِلاحِي أمتَطِي صَهوَ المَنُونِ
فإنِّــي لَـــمْ أَعِـــشْ لأذُوقَ ذُلاً ***  ولا لأذُوبَ في حِضنٍ حَنونِ ولكنْ كيَ أَذُودَ على حِمَايَا
شربْنَا الذلَّ منْ سوطِ الأعادي *** وسرْنا كالقطيعِ بكلِّ وادي
رضينا أنْ نكونَ لهم ذيولاً *** ونَلْبَسَ ذِلّةً ثوبَ الحدادِ
نقبِّلُ كفَّ خنـزيرٍ لعينٍ *** ونَصفَعُ كفَّ طاهِرَةٍ تُنادِي
فتبَّاً للحياةِ إذا أُهِنَّا *** وأهلاً بالمنونِ على الجهادِ
فهذِي رُوحِيَ الحَرَّى فِدَاءً *** لكلِّ جَريحةٍ دوَّى نِدَاهَا
لكلِّ عفيفةٍ في الأرضِ تَشْكُو *** جَحِيمَ الهتكِ تَلعقُ منْ أساها
لكلِّ يَتِيمَةٍ تدعُو أباهَا *** وبينَ دِمَائِه تَاهَتْ خُطاها
تَنُوحُ على بقَايا مِنْ رُفاتٍ *** فهذا رأسُ أُمِّي ذي يدَاهَا
فإنِّي ذُبْتُ مِنْ فَرطِ اشتِيَاقِي *** إلى الجبهاتِ للخيلِ العِتَاقِ
إلى عَزْفِ الرَّصَاصِ يَحِنُّ قَلبِي *** ويَطرَبُ حينَ يُدْعى للتَّلاقي
فإمَّا النَّصرُ يَعْصِفُ بالأعادِي *** ويَسْقِيهِم أَسىً مرَّ المذاقِ
وإِمَّا الموتُ يمضِي بي لعَدْنٍ *** أُزَفُّ بها إلى الحُورِ السَّواقِي
ففجرُ النَّصرِ لاحَ له شروقٌ *** يُبدِّدُ ظلمةَ الليلِ السّجينِ
ويبعثُ في حَنَايَا القلبِ عِزَّاً *** وإِنْ أزرى بِنَا ذُلُّ السنينِ
وإِنْ وقفَ الطغاةُ أمامَ دربي *** وإِنْ كادُوا بكيدِهِمُ المَهِينِ
فــلَمْ تَهـــدأْ رياحــِي عاصِـــفاتٍ   ***   ونــصــرُ اللـــهِ في الهــيجــا يقـــينــي
















ألفه وجمع مادته
الفقير لعفو ربه ومغفرته
أبوكفــاح الدين
أحمد بن محمد السعيد العزيزي
سبط الإمام المجدد تقي الدين إبن دقيق العيد
رحمه الله تبارك وتعالى
مصر حرسها وأهلها الواحد الأحد
يوم الإثنين الموافق  18 من شهر ربيع الأول سنة 1432 هـ
21 من شهر فبراير سنة  2011 مـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم