الأحد، 21 ديسمبر 2014

هل أنت من أهل الإنصاف ؟








هل أنت من أهل الإنصاف ؟


كتب : أبو يحي .. حفظه الله تعالى


أخي الفاضل معارض الدولة الاسلامية في العراق والشام


قد لا أخالفك فيم قلت بخصوص شدتهم ورعونتهم وفيم يروى عن كثير منهم من تساهل في التكفير
لكن ثمة نقاط
أولا
ألا توافقني أن كل ما يحدث بالأمة من تنكيل وتذبيح وما يقابله من هوان وخذلان ممن ينتسبون للملة يجعل للشباب المتحمس المحب لدينه وأمته والذي لم يؤت كثير من العلم والحلم والحكمة يجعل لهم عذرا في نصرتهم للدولة التي جعل الله لهم في أخبارها شفاء لصدورهم وذهابا لغيظ قلوبهم
ثانيا
ألا توافقني أن هذا العفن الفكري والنتن الحزبي الذي نراه في بعض بل أغلب أبناء التيار الاسلامي فضلا عن نجاسات العلمانيين ومسوخ الأزاهارة والمتعالمين
ألا توافقني أن كل تلك القذارات لا يصلح لها إلا سيف كسيف الحجاج
في الأثر:
إن الله تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر
...
فلو نظرت نظرة متفحصة لفجور الحجاج وجرأته على سفك الدماء لعلمت أن الله تعالى قد أخمد به كثيرا من نيران الفتن المستعرة بالعراق ومكن الله تعالى في زمانه للمجاهدين فتوحات عظيمة بلغت الصين أو قرابها
لقد دعا الفاروق رضي الله عنه ربه عز وجل أن يعجل لأهل العراق بالحجاج من كثرة ما أرهقوه بتقلبهم على أمرائهم
لقد شهد كثير من معارضي الدولة أن المناطق الواقعة تحت نفوذ الدولة لها من استباب الأمن ما ليس في مكان اخر مما في يد الفصائل الاخرى
....
ثالثا
هل قال أحد أن دولة الخلافة المنشودة هي دولة معصومة وخليفتها معصوم
إن العصمة قد انتهت بذهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى
فإذا كان الخطأ أمرا واردا على العلماء الراسخين في العلم الذين يجلسون بين كتبهم ووسط تلاميذهم يبحثون ويتباحثون وينقحون ويجتهدون بالسهر وطول النظر حتى يحققون المسائل
وهم بذلك على ثغر عظيم في حماية الدين ونفض ونقض شبهات أهل الزيغ عنه
فشكر الله سعيهم
فلما كان الخطأ وارد عليهم في ظروفهم هذه بل ويؤجرون حتى وإن أخطأوا
فكيف بأهل الثغور الذين يطلب منهم القول في نوازلهم بمجرد أن تعرض عليهم في ساحات الوغى
أفلا يعذرون.!!!
رابعا
لما كانت مسألة تحكيم الشرع وإقامة دولة الخلافة مسألة لم يعايشها أحد من أبناء هذا الجيل بل وأجيال من قبله ولم يسمعو عنها من خلال كتب التاريخ فكان هذا أكبر عذر لتلك الدولة الوليدة التي لم يسبق أن مارس أحد من أبنائها أي دور. سياسي أو قيادي إلا بحدود قليلة وأعداد يسيرة
فلنعذرهم ولندعوا الله أن يعفوا عن ذللهم وأن يوفقهم لما يحب ويرضى
خامسا
شهد كثير من منتقدي الدولة أن أبناء الدولة كثيرا ما يعترفون بأخطائهم بل ويقيمون الحدود على ولاتهم الذين يفحش خطأهم
أفلا نشكر لهم صنيعهم هذا
.......
........
إن إعذار المخطئ لا يعني بحال إقراره على خطأه
ولا أحد أحب إليه العذر من الله ( كما في البخاري)

فأنا هنا أبدا لا أنادي بإقرار شيئ من الباطل معاذ الله أن أفعل
لكن أقول وأنادي بشيئ من الحكمة والتريث في الحكم على الدولة وأنصارها
أقول وأنادي بأن نكف ألستنا عن الطعن فيهم
فلعل أحدهم يزن عند الله آلافا مؤلفة من الخالفين القاعدين أمثالنا
أقول وأنادي بأن ندعوا الله لهم أن يوفقهم للحق الذي يرضيه هو تعالى ( غير الحق الذي يرضينا أهوائنا شهواتنا)

...
أخيرا أقول
...
لو أن الدولة فعلا كما يقول منتقدوها تكفيريون وخوارج
...
فهل هذا يجعلها دولة كافرة
....
أليست الدولة الوحيدة التي تقيم شرع الله اقامة كاملة فيم يظهر لنا
...
أليست الدولة الوحيدة التي تقوم بفرض الجهاد الكفائي إن لم يكن العيني
(أقول دولة لا فصيل)
....
أليست الدولة الوحيدة ذات الشوكة والتي أصبح يحسب لها العالم أجمع ألف حساب
..
أليس الأولى بالفصائل أن يبايعوا لها و يعملون مبدأ
" إن أصابوا فلكم ولهم
وإن أخطأوا فلكم وعليهم"
....
مشكلتنا العظمى يا إخوة
أن أكثرنا يريد أن يـَحكم بالشرع
لا أن يـُحكم بالشرع
الأولى بالفتح والثانية بالضم وشتان بينهما
أكثرنا لا يرى ما شرعا إلا حكم فصيله الذي ينتمس هو له
نعوذ بالله من التعصب
.....
قلت ما قلت
فما كان من صواب فمن الله وحده
وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
وأعوذ بالله من القول عليه بغير علم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم