الخميس، 11 ديسمبر 2014

أيها المسلمون العقيدة أولاً تصحيح العقيدة قبل كل شيء



أيها المسلمون العقيدة أولاً تصحيح العقيدة قبل كل شيء

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبع نهجه .
أما بعد : 

فإن أهم ما يطلب من المسلم وأوله هو تصحيح العقيدة بإفراد الله جل وعلا بالعبادة وعدم الشرك به في قليل أو كثير ، وذلك لأن تصحيح العقيدة هو الذي تقبل به الأعمال قال تعالى : (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )) ، وقال تعالى : ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ))
، وقال جل وعلا : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ، وقال عز وجل : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))، وقال سبحانه وتعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
فبين الله جل وعلا أن الهدف الأول الذي من أجله خلق الخلق هو عبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له ، وهذا أول ما يسأل عنه العبد وهو الذي تقبل به الأعمال فمن أشرك مع الله غيره من نبي ملك مقرب أو نبي مرسل أو صالح من الصالحين فقد حبط عمله ،
ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تصحيح العبادة أولاً ثم بعد ذلك الفرائض فكان أول ما يبعث بت رسله إلى البلاد والقبائل أن يصححوا للناس العبادة ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذاً رضي الله عنه على اليمن قال : " إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم فإذا
أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس " ، وفي رواية عند البخاري عن ابن عباس قال لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له : " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى " .
فبين ذلك أن توحيد الله جل وعلا بالعبادة قبل كل فلا يؤمر العبد بأداء الفرائض قبل التوحيد أبداً وذلك لأن التوحيد هو الذي تقبل به الأعمال ، لذلك يجب على المسلمين جميعاً في أقطار الأرض علماء وطلبة علم وعامة أن يوحدوا الله جل وعلا وأن يفردوه بالعبادة ، ويجب على العلماء وطلبة العلم أن يدعوا الناس إلى إفراد الله بالعبادة وأن يبينوا لهم خطر الشرك وصرف شيء من العبادة لغير
الله ، فإن توحيد الله بالعبادة من أهم أسباب النصر على الأعداء ، فعلى الجميع من ساسة وأحزاب وعامة الناس أن يتوبوا من الشرك وأن يوحدوا الله جل وعلا فإن نصر الله قريب ولكن له شرط فإذا وجد الشرط وجد المشروط قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ )) ، فهل حققنا هذا الشرط ليتحقق لنا المشروط فعلى الجميع أن يعلم أن النصر بيد الله جل وعلا فلن ينصرك لا قوى غربية ولا قوى شرقية ، وإن التعويل على النصر من عند البشر خلل في التوحيد ، فالذي بيده النصر هو الذي أمر بإخلاص العبادة له وبذل الأسباب التي تؤدي إلى النصر والتمكين ووحدة الصف على طاعة الله وعبادة وحده لا شرك له ، والذي يقع من كثير من الناس اليوم من التشرذم والتفرق ونشر الشحناء والبغضاء بين المسلمين هذا من أسباب الهزيمة والفشل ، فعلى جميع المسلمين في أقطار الأرض أن يعوا الدرس جيداً وأن يوحدوا صفهم ويجمعوا كلمتهم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعجب أن المسلمين يروا ملل الكفر اختلاف عقائدهم وطوائفهم قد اجتمعوا على حربهم وهم وما زالوا في تفرقهم وتشرذمهم .
أيها المسلمون توبوا إلى الله تعالى وارجعوا إليه فلن تنفعكم الديمقراطية ولا الاشتراكية ولا أي نظم من النظم الأرضية ، لن ينفعكم إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتمسكوا بهما ففيهما الهدى والنور ، نسأل
الله أن يمن علينا بطاعته إنه جواد كريم ، اللهم اهدي ضال المسلمين ووحد صفهم واجمع كلمتهم يا رب العالمين ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه ، اللهم صلى وسلم بارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه / ناصر بن أحمد السوهاجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم