الجمعة، 26 ديسمبر 2014

سلسلة تصحيح العقائد : الكفر بالديمقراطية الغربية



سلسلة تصحيح العقائد : الكفر بالديمقراطية الغربية 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهداهم اقتفى .

أما بعد :
فإن الغرب لما لم يجد من الحروب المسلحة المباشرة كبير فائدة لجأ إلى حرب من نوع آخر ألا وهي حرب
العقائد ، وذلك أنهم وجدوا أن الشعوب إذا تغيرت عقيدتها وتغير تمسكها بدينها لم يحتاجوا إلى حروب لأنهم أصبحوا مقلدة لا قيمة لهم ، ومن ذلك ما نراه من كثير من أبناء المسلمين المفتونين بالحضارة المادية الغربية ، فتجد أبناء المسلمين المقلين يرجعون من دول الغرب التي زرعت فيهم التبعية لهم كأنهم لا يفهمون إلا ما أملاه عليهم أسيادهم الغربيين ، ففي حين يعاني الغرب من مشكلة الاختلاط في المدارس وغيرها ويسعى للفصل بين الجنسين نجد المتأثرين بالغرب يسعون بكل الوسائل إلى نشر الاختلاط والانحلال الخلقي في المجتمعات المسلمة وكأنهم لم يستفيدوا من تجارب الغربيين في هذه المسألة ، وأيضاً مما يحاول الغرب نشره بين المسلمين مسألة الديمقراطية الغربية وهي التي تخالف الشرع الإسلامي في أهم ما هو من خصائص الرب جل وعلا ألا وهي والحاكمية ففي الديمقراطية الحكم للشعوب سواء كانوا أبراراً أو فجاراً وأما في الإسلام فالحكم لله جل وعلا العليم الخبير الذي خلق العباد وهو أعلم بما يصلحهم في الدنيا والآخرة ، ومما يؤسف له أن يلهث فئام من الناس خلق هذه الديمقراطية الغربية ، حتى أصبح البعض من أبناء المسلمين لا هم إلا تطبيق الديمقراطية يسعى لها بكل الوسائل ، وكأنهم لا يتعظون من التجارب التي تمر بهم
فالديمقراطية عندما طبقت في كثير البلدان أتت بالإسلاميين فلم يرضي ذلك أرباب الديمقراطية الذين ينادون بها ليل نهار فماذا كانت النتيجة ؟
النتيجة أنهم كفروا بديمقراطيتهم ولم يرضوا بما أتت بت من الإسلاميين فانقلبوا عليها بانقلاب عسكري في مصر وبانقلاب ناعم عبر صناديق الاقتراع في تونس وبالحوثيين في اليمين وبالحرب في ليبيا ، ووصموا مخالفيهم بالإرهاب وشنوا الحرب على الإسلام باسم الإرهاب ، فهل يعي المطالبين بالديمقراطية أنهم يعيشون في وهم لا حقيقة له ؟
إن الغرب الذي رضي بقتل المعارضين في كثير من البلدان بهذه الطرق الوحشية ، ورضي بأحكام القضاء الفاسد لم يطبقوا الديمقراطية التي ينادون بها ، فلماذا يتشبث بها أبناء المسلمين وهي تخالف دينهم ولو في أهم مسألة وهي مسألة الحكم ، لذلك تبين لكل من له عينين أن الديمقراطية لن تأتي بالشريعة الإسلامية أبداً فمتى نفيق من غفلتنا ونعود إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الديمقراطية تقوم على عشرة مبادىء وهي :

1- السيادة للشعب .
2- حرية التدين والاعتقاد .
3- المرجعية للشعب عند الاختلاف والتنازع في أي أمر .
4- حرية التعبير والإفصاح عن الرأي .
5- فصل الدين عن الدولة .
6- الحرية الشخصية للأفراد .
7- حرية تشكيل الأحزاب السياسية بلا قيود .
8- مبدأ الأغلبية المطلقة في إقرار القوانين .
9- المساواة بين جميع طوائف المجتمع .
10- المالك الحقيقي للمال هو الشعب .

وهذه المبادىء تخالف الشريعة الإسلامية في كثير منها ولو شرحناها لطال المقال ولكن يكفي من ذلك المخالفة في المبدأ الأول والثاني فعندهم في ديمقراطيتهم الحكم للشعب وليس لله جل وعلا ، وفي المبدأ الثاني حرية التدين والاعتقاد وهذا يخالف شرع الله لأن
نظامهم يسمح بتغيير العقيدة في كل يوم فله أن يختار في كل يوم دين ولا يعاقب على ذلك .
أيها المسلمون إن من أهم المهمات المحافظة على عقيدة التوحيد فكل ما يخالف عقيدة التوحيد يجب على المسلم أن يبتعد عنه ، وإن الديمقراطية التي يدعوا لها البعض مما يخالف عقيدة المؤمن الموحد لذلك يجب علينا كمسلمين نؤمن بالله رباً وبمحمد صلى
الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن نتبرأ من الديمقراطية ونتوب إلى الله جل وعلا منها فهي لن تأتي لنا كمسلمين بخير أبداً حتى لو رضينا بها وسعينا في تطبيقها فلن تأتي لنا بخير ولن يرضى الغرب وقوى الشر العالمية التي تحارب الإسلام والمسلمين بأن يحكمنا مسلم موحد يطبق شريعة الله في عباد الله ،واستفيدوا مما حدث مع طلبان عندما أرادوا تحكيم شريعة الله ، وأيضاً في مصر عندما ظنوا مجرد ظن أن الإخوان قد يطبقون شرع الله فهم لا يريدون من أي شعب أن يسعى لذلك ، فعلى المسلمين في أقطار الأرض
جميعاً أن يتوبوا من الديمقراطية ، وإن العجب لا ينقضي ممن يتصدر ويدعي أنه إسلامي وهو يخاف أن يجهر بعقيدته مع أن العلمانيين واللبراليين والنصارى واليهودي وغيرهم يصرحون بعقيدتهم فلماذا نستحي أن نجهر بعقيدتنا التي شرعها لنا ربنا جل وعلا .

اللهم إنا نسألك باسم الأعظم أن تردنا إليك رداً جميلاً ، اللهم بصرنا بديننا واحفظه علينا يا رب العالمين ، اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم وفقنا لما يرضيك عنا ، إنك جواد كريم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


كتبه الشيخ / ناصر بن أحمد السوهاجي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم