الاثنين، 13 أغسطس 2012

اعتقال الوزير اللبناني ميشيل سماحة يكشف حقيقة من يقف خلف مقتل الجنود المصريين

اعتقال الوزير اللبناني ميشيل سماحة يكشف حقيقة من يقف خلف مقتل الجنود المصريين


أصبح معروفاً عند الناس أنك لكي تعرف الفاعل المجهول لأي حدث فابحث عن المستفيد منه، ولكي تتأكد من عدم مسئولية أحد الأطراف فانظر إلى مدى تضرره من هذا الحدث.
من المستفيد من قتل الجنود المصريين.. يكاد يجمع الكل أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من هذا الفعل ورغم ذلك تصر السلطات المصرية المتنفذة في الأمن والجيش والمخابرات على دفع التهمة عن إسرائيل وإلصاقها بالجهاديين الذين نفوا علاقتهم بالحادث وقالوا أنه لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل التي باتت تخشى بشدة عمليات المجاهدين ضدها المنطلقة من سيناء وتريد وقفها بأي شكل.
والمثير للتساؤل والذي يضع علامات استفهام كبيرة أن الجيش المصري وقوات الأمن والمخابرات تحركت بسرعة وبقوة إلى سيناء رغم عدم معرفتها بحقيقة منفذي الحدث.
كما لا يخفى ان هذا التحرك ضد الجهاديين في سيناء – كما أنه تحقيق لهدف إسرائيلي – فهو أيضاً توريط للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ودفعه للتصادم مع الجهاديين الذي يشكلون أحد مكونات التيار الإسلامي العام وقد نبهنا بعيد تولي محمد مرسي للرئاسة إلى أن أعداءه في الداخل خصوصاً سيعمدوا إلى إفشاله باختلاق وافتعال الأزمات وقد ذكرنا ذلك في مقالنا (القول المفيد في تعامل السلفية الجهادية مع الدكتور محمد مرسي رئيس مصر الجديد).
فعملية القتل تهدف بالدرجة الأولى إلى حرمان المجاهدين من التعاطف الشعبي مع عملياتهم المباركة خاصة بعد نجاحهم – نيابة عن الأمة – في توقيف تصدير الغاز للعدو الصهيوني بعد تنفيذهم 17 عملية تفجير لخط الغاز لإسرائيل -لم يصب فيها مصري واحد- وهو الأمر الذي لم تفلح في تحقيقه كل مظاهرات ومناشدات الشرفاء المصريين في وقف تزويد إسرائيل بالغاز.

براءة التيار الجهادي من قتل الأبرياء

لقد أعلن التيار الجهادي العالمي عشرات المرات وعلى لسان جميع شيوخه وقادته براءته من التفجيرات التي تستهدف المسلمين الآمنين في أسواقهم ومساجدهم وطرقاتهم وأعلن الشيخ عطية الله أحد كبار مفتي تنظيم القاعدة بجلاء أن ذهاب وفناء التنظيم أهون من إراقة دم مسلم واحد، ورغم ذلك تواصل الآلة الإعلامية المعادية نسبة هذه العمليات للمجاهدين واتهامهم بها رغم براءتهم منها – فالمجاهدون لا يخشون من إعلان مسئوليتهم عن أي عملية يقومون بها وبياناتهم شاهدة على ذلك-.
فما الذي سيستفيده المجاهدون من تنفيذ عملية يقتل فيها المسلمون ويستغلها الأعداء لتشويه منهجهم؟!
إن هذا النوع من العمليات التي يتقصد فيها قتل المسلمين لا يستفيد منها إلا الأعداء.

في العراق أراد الأعداء الأمريكيون المحتلون وعملائهم الشيعة الروافض تفكيك الحاضنة الشعبية السنية وقلبها على المجاهدين فعمدوا إلى تنفيذ الكثير من عمليات التفجير في الأسواق والأماكن العامة للمسلمين السنة وقتل وتصفية الكثير من أهل السنة وذلك لخلق حالة من السخط على المجاهدين، وفي باكستان قام مرتزقة بلاك ووتر وعملاء أمريكا بتفجيرات داخل الأسواق والمساجد لخلق حالة عداء بين الشعب الباكستاني والمجاهدين ورغم ان المجاهدين نفوا علاقتهم بهذه الأعمال ووصفوها بالإجرامية كما يظهر في مراسلات الشيخ أسامة بن لادن مع قيادات القاعدة والتي نشرناها تحت عنوان (بعد قراءة متعمقة للرسائل المنسوبة للقاعدة.. لم نزدد في قاعدة الجهاد إلا ثقة واعتزازاً!) فإن العدو والإعلام المعادي يتعمد إلصاق هذه التفجيرات بالمجاهدين ونسبتها إليهم.

اعتقال الوزير سماحة مثال حي

لنتخيل أنه تم تنفيذ 24 عملية تفجير متزامنة أو على التوالي في مناطق مسيحية في لبنان وقتل في أحدها صفير بطريرك المسيحيين الموارنة وقتل عدد من كبار الشخصيات وقتل عدد كبير من الناس في المواقع العامة ثم يعلن تنظيم سني مجهول مسئوليته عن هذه العمليات !
أليس السيناريو السابق كفيل باشعال حرب أهلية داخلية في لبنان لصرف النظر عما يجري في سوريا؟! ومن ثم استعادة نظام الأسد لزمام المبادرة في مواجهته مع ثورة الشعب السوري المسلحة!.
ألا يؤدي ذلك إلى تآمر عالمي جديد على القوى السنية المجاهدة المسلحة – في سوريا – لنزع سلاحها بعد وصفها بالإرهاب ؟!
ألا يؤدي ذلك إلى خروج حزب الله وإيران من مأزقهما الحالي بسبب تأييدهما ومشاركتهما للنظام السوري المجرم ؟!
ما سبق وأكثر منه كان سيحدث لو تم تنفيذ المخطط الإجرامي الرهيب للنظام السوري عبر أحد أدواته في لبنان الوزير ميشال سماحة الذي ألقي القبض عليه متلبساً وبحوزته 24 عبوة ناسفة من مختلف الأنواع كان قد استلمها من مدير المخابرات السوري المجرم علي مملوك بغرض تفجيرها في مناطق مسيحية واغتيال عدد من كبار الزعماء المسيحيين وعلى رأسهم البطريرك صفير ثم نسبة ذلك إلى تنظيمات إسلامية سنية!
لقد قدّر الله كما نشرت الأنباء أن يقوم الشخص المكلف من الوزير سماحة بتنفيذ التفجيرات بإبلاغ جهاز الأمن اللبناني بالعملية والذي فوجئ بهذه المعلومات الصادمة التي يصعب تصديقها فطلب منه تسجيل وتصوير الوزير سماحة عبر آلة تصوير سرية تم تزويده بها وهو ما تم بالفعل حيث تم تصوير الوزير وهو يقوم بنقل العبوات من صندوق سيارته الخاصة إلى سيارة أخرى وتم تصويره وهو يقوم بدفع مبلغ 170 ألف دولار لهذا الشخص لإيجاد أشخاص موثوقين للقيام بهذه التفجيرات .
وعندما تم مداهمة بيت الوزير سماحة وألقي القبض عليه بقميص نومه سارع حزب الله بالهجوم على الأجهزة الأمنية التي قامت بالاعتقال واعتبر اعتقال سماحة مؤامرة ومكيدة! لكن الوزير الذي ووجه بالتصوير اعترف بكل شيء!!.
هكذا رأيتم وزيراً يحضر للقيام بعمليات إرهابية ويشارك فيها بنفسه بنقل العبوات الناسفة في سيارته؟!
فهل تستغربون أن يقوم المتضررون من العمليات الجهادية عبر الحدود في سيناء والمتضررين من حكم الرئيس محمد مرسي بتدبير عملية قتل الجنود المصريين؟!


كتبه / عبد الله محمد محمود
الباحث والمحلل في “مؤسسة دعوة الحق للدراسات والبحوث”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم