الجمعة، 8 يوليو 2011

هل نحن مستبدين ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والآه
ثم أما بعد ...
حياكم الله تعالى إخوتى وأخواتى
وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل صالح عملنا
فى البداية وبعد أن هدأت منا النفوس وارعوت فينا القلوب
وكنا قد تحصلنا ولأول مرة على مخالفة سلوكية ظلما وبهتانا ومجاملة
أو رضوخ لتهديد ووعيد والعلم عند الله وحده ولا أريد أن أتهم نوايا
أقول وبالله التوفيق :
سامحونا إن خرجت منا إساءة لأى أخ أو أخت ويعلم الله وحده القصد وخبايا الأنفس
سامحونا إن كنا تشددنا فى التغليظ من المخاوف لسابق التجارب
سامحونا إن تخوفنا على أنفسنا وعليكم من التهاون والمداهنة وخصوصاً فى العقائد والولاء والبراء .
لى عتاب شديد على الإشراف بأكمله لأنه لما خاضت الأخت الدر المصون غمار الحوار مع رياض والقارئ أوقفت عضويتهما رغم صبرنا وتحملنا الشديد مراراً وتكراراً ولكن وفى حوار واحد رأيتم كم مهول من المخالفات والإيقافات
ولما كنا نطلب تدخل الإشراف فى حوارتنا معهم إذا بهم يغضوا الطرف عن ما يستصرخنا من مخالفات فى العقيدة ويردون التحذيرات علينا من أن أسلوبنا فيه شدة ولا يتناسب مع الدعوة بالتى هى أحسن ... فيا عجبي ورب الكعبة
أقول يا أخوتى ليس والله عليّ بالهيّن ترك إخوة أحببت التحاور معهم والإستفادة من غمر علومهم .. ليس بالهين ترك متابعة إطروحات شيخنا خالد المصرى أو عبد الله الغنام أو الباهر الدارمي أو البارع الأحمدي أو الصارم الأسمري أو أبو النصح والتقى الحبيب أبو ربا ... والله ليس بالسهل ولا بالهين علينا ترك طيب المعشر
ولكن وبعد حصولى على المخالفة السلوكية آثرت الإبتعاد والمتابعة عن بعد حتى تهدأ النفوس اللتى هالها وراعها أنى لا أمازح ولا أهزج ولا أُشعِر إذا ما تعلق الأمر بالتدليس فى الثوابت والمعتقد فكان ثمرة هذا أن ظن بى البعض أنى أجلف لا أحسن إلا شدة الرد وصرامة الخطاب ...
الذنب ليس فى فهمى أنا عندما أشارك فى موضوع حول التعدد وأسرد النقولات لتجلية الحق الذى أؤمن به وأعتقده ليس ذنبي أن يتهمنى أحد فى موضوع التعدد أنى متحيز ومتعصب لأنى لن أكتب فى موضوع التعدد عن الحدود ورضاعة المفطوم وحد السرقة ... فعندما أركز ردودى فى الموضوع أتهم بالتعصب ؟!!!
عندما لا يعجب سردى من يمل من البحث والتحري فيستطيل ردودي أكون أنا المتهم ؟ !!!! سبحان الله نحن فى منتدى للكتابة وسرد الأدلة موضوع الحوار ولا يستطيل غيث المعلومات والمعرفة إلا الكاره للحق الضعيف المواجهة بالسرود والأبحاث
هل رأيتم فى مشاركاتى إستبداد بالرأى كما إتهمنى البعض ظلماً وجوراً ؟!!!
هذا ما أحببت أن أجعله مقدمة لموضوع حواري الذى أعود إليكم به
لأنى عندما أحببت الإستفسار من هيئة الإشراف عن سبب حصولي على المخالفة السلوكية للأسف الشديد تهربت الهيئة من الجواب على مراسلاتى عبر الرسائل الخاصة وهذا أفزعني جداً من أن يكون الإشراف هنا مستبد برأيه
فكان حواري هذا مستفسراً معاتباً ولست متهماً
والله حسيبنا جميعاً وإليه المقصد والرجا
هل نحن مستبدين ؟
وقد تكلَّم بعض الحكماء ـ لا سيَّما المتأخِّرون منهم ـ في وصف الاستبداد ودوائه بجمل بليغة بديعة تُصوِّر في الأذهان شقاء الإنسان، كأنَّها تقول له هذا عدوَّك فانظر ماذا تصنع، ومن هذه الجمل قولهم:
«المستبدّ: يتحكَّم في شؤون النّاس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنَّه الغاصب المتعدِّي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من النَّاس يسدُّها عن النّطق بالحقّ والتّداعي لمطالبته».
«المستبدّ: عدوّ الحقّ، عدوّ الحّريّة وقاتلهما، والحق أبو البشر، والحرّيّة أمّهم، والعوام صبية أيتام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الرّاشدون، إنْ أيقظوهم هبّوا، وإنْ دعوهم لبّوا، وإلا فيتَّصل نومهم بالموت».
«المستبدّ: يتجاوز الحدّ ما لم يرَ حاجزاً من حديد، فلو رأى الظّالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظّلم، كما يقال: الاستعداد للحرب يمنع الحرب».
«المستبدّ: إنسانٌ مستعدٌّ بالطّبع للشّر وبالإلجاء للخير، فعلى الرّعية أنْ تعرف ما هو الخير وما هو الشّر فتلجئ حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفي للإلجاء مجرَّد الطَّلب إذا علم الحاكم أنَّ وراء القول فعلاً. ومن المعلوم أنَّ مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شرَّ الاستبداد».
«المستبدّ: يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام. نعم؛ على الرّعية أن تعرف مقامها: هل خُلِقت خادمة لحاكمها، تطيعه إنْ عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا يستخدمها؟.. والرَّعية العاقلة تقيَّد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها؛ لتأمن من بطشه، فإن شمخ هزَّت به الزّمام وإنْ صال ربطتْه».
من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النّفس على العقل، ويُسمّى استبداد المرء على نفسه، وذلك أنَّ الله جلّتْ نعمه خَلَقَ الإنسان حرّاً، قائده العقل، فكفَرَ وأبى إلا أنْ يكون عبداً قائده الجهل. خَلَقَه وسخَّر له أمَّاً وأباً يقومان بأوده إلى أن يبلغ أشدّه، ثمَّ جعل له الأرض أمّاً والعمل أباً، فَكَفَر وما رضي إلا أن تكون أمَّتُه أمّه وحاكمه أباه. خَلَقَ له إدراكاً ليهتدي إلى معاشه ويتّقي مهلكه، وعيْنَيْن ليبصر، ورجليْن ليسعى، ويديْن ليعمل، ولساناً ليكون ترجماناً عن ضميره، فكَفَرَ وما أحبَّ إلا أنْ يكون كالأبله الأعمى، المقعد، الأشلّ، الكذوب، ينتظر كُلَّ شيْ من غيره، وقلَّما يطبق لسانه جنانه. خَلَقَهُ منفرداً غير متَّصل بغيره ليملك اختياره في حركته وسكونه، فكَفَرَ وما استطاب إلا الارتباط في أرض محدودة سمَّاها الوطن، وتشابك بالنّاس ما استطاع اشتباك تظالُم لا اشتباك تعاون... خَلَقَه ليشكره على جعله عنصراً حيّاً بعد أن كان تراباً، وليلجأ إليه عند الفزع تثبيتاُ للجنان، وليستند عليه عند العزم دفعاً للتردُّد، وليثق بمكافأته أو مجازاته على الأعمال، فكَفَرَ وأبى شُكْرَه وخَلَطَ في دين الفطرة الصّحيح بالباطل ليغالط نفسه وغيره. خَلَقَه يطلب منفعته جاعلاً رائده الوجدان، فكَفَرَ، واستحلَّ المنفعة بأي وجه كان، فلا يتعفّف عن محظور صغير إلا توصُّلاً لمُحرَّم كبير. خلقه وبذل له مواد الحياة، من نور ونسيم ونبات وحيوان ومعادن وعناصر مكنوزة في خزائن الطّبيعة، بمقادير ناطقة بلسان الحال، بأنَّ واهب الحياة حكيم خبير جعل مواد الحياة أكثر لزوماً في ذاته، أكثر وجوداً وابتذالاً، فكَفَرَ الإنسانُ نعمةَ الله وأبى أن  يعتمد كفالة رزقه، فوكَّلهُ ربُّه إلى نفسه، وابتلاه بظلم نفسه وظُلْم جنسه، وهكذا كان الإنسان ظلوماً كفوراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم