الجمعة، 11 أكتوبر 2013

أحوال العرب قبل الثورة


أحوال العرب قبل الثورة


الأمة معرضة لتغيير هويتها بأكملها وتقسيمها بعد تقسيمان سايكوسبيكو إلى كاردونات أصغر وأصغر فرأينا الحدود قد رسمت بيننا وأصبح أداء فريضة الحج يحتاج أذونات وتأشيرات.
العراق في طريقه للتفتت والتقسيم وكذا هناك أطماع لفك وحدة اليمن من جديد والطمع الأكبر في تقسيم  مصر إلى جنوب نصراني وشمال مسلم والجائزة الكبرى في تقسيم المملكة العربية السعودية إلى دويلات.
القواعد العسكرية الغربية إنتشرت في أرض الوطن العربي الإسلامي بل إن بعض الدول أوكلت حمايتها لهذه القواعد العسكرية فباعوا الجيش وباعوا العتاد وأصبحوا لا يعدوا ما يستطيعون لنصرة الحق فكيف ترتجى لهم ومنهم النصرة في باقي الميادين ؟ ويحتفلون بإنتصارات وهمية كفوز قطر بإستضافة كأس العالم وأعدوا هذا كالفتح الأكبر المبين فيا حسرتاه ...
يا حسرتاه لما ارتضينا بمسميات غربية غريبة ومريبة تنزع عنا هويتنا الإسلامية والعربية ونادانا كل من عادى عروبتنا بدول العالم الثالث وبدول الشرق الأوسط الكبير و (الصغير بدون تركيا المسلمة ) !!!
فمن موجبات التغيير والحرية البدء بمعالجة قضايانا الأزلية , في القدس وغزة والضفة الغربية , في العراق بين السنة والشيعة والأكراد , في الصومال وطرد الاحتلال الأثيوبي الصليبي منها , وفي الصحراء الغربية , وفي جزر الأمارات , وفي الأطماع الصفوية الفارسية وفي جنوب السودان ودارفور وأماكن كثيرة حورب فيها الإسلام وأهله .
فذاك هو الدور الحقيقي والذي لآبد أن يقوم عليه شباب هذه الأمة وإلا لعدنا من حيث بدأنا.
وأنا من خلال بحثي هذا أدعو الدول العربية والإسلامية التي ثارت مؤخراً إلى العودة وهي متحدة فيما بينها وحدة إسلامية عربية بين مصر وليبيا وتونس ونبدأ في تصحيح وتفعيل الأمم العربية المتحدة ونكون أرض عروبة واحدة بدون حدود أو سدود , ولها عملة واحدة تكون العملة الرسمية للعبور بقناة السويس وبالأيدي العاملة المصرية والعقلية التونسية والثروة الليبية سنبني أعرق حضارة يشهدها العصر الجديد عصر ما بعد ثورات الكرامة والتحرير .
يقول الدكتور عبد الكريم بكار :
إن الذي يتأمل في الخلفيات الثقافية, والعوامل غير المرئية التي تشكَّل البنية الأعمق لتصوراتنا وسلوكياتنا-سيجد أن هناك تشابكاً ضخماً بين عدد,لا يكاد يحصى من أنواع المعطيات المكانية والزمانية,وأشكال التلاقي الأممي على الصعد المختلفة0 ولطالما رأت الأمم أنفسها وإنجازاتها في مرايا جيرانها وحلفائها ,كما رأتها في  مرايا خصومها ومنافسيها؛بل إنه يمكن القول:
إن وعي الأمم بما لديها,يظل غير مكتمل,ما لم يتوفر لها كيانات مناوئة, تختلف عنها اختلافاً بيّناً, فتتمكن بذلك من المقارنة والموازنة والمحاكمة والنقد والمراجعة والتصحيح000
عند محاولة النظر في المرتكزات والأسس التي تشكل ملامح إحساسنا الحضاري,وتصوُّرنا عن التخلف والتقدم والنهوض-نجد أنها دائماً تتبلور عن طريق تداخلها مع ما يثمر الاتصال بـ (الغرب) با اعتباره(الآخر) بالنسبة إلينا؛فالمسلمون لا يأبهون كثيراً لما يقع  في الصين أو اليابان أو روسيا,ولا لما  يتم إنجازه هناك,باعتبار أن تلك الأمم –مهما كانت مغايرة لنا- تمثّل بالنسبة إلينا كيانات مغايرة أكثر من أن تكون منافسة,على حين يرون في أوروبا الغربية وحفيداتها من نحو أمريكا وكندا وأستراليا جهات مضادة ومناقضة0
في القرن السابع الميلادي كان يطفو على السطح تشاحن وخلاف بين النصارى حول طبيعة .المسيح,وحول صلة اليهودية بالنصرانية,وعلاقة العقل بالإيمان,والفرد بالكنيسة000 آنذاك بزغ فجر الإسلام؛ ليقدم رؤية شاملة للكون والحياة,وليكشف زيف الأوهام والظنون لدى الملل والنحل المختلفة؛لاسيما النصرانية واليهودية0وخلال قرن من الزمان تمددت رقعة الإسلام الفكرية والجغرافية في مناطق,كانت تعدُّ معاقل أساسية للنصرانية,وكان ذلك يمثَّل نقطة الاحتكاك الأولى بين الإسلام والنصرانية,الأول يصعد ويتقدّم ويبني, والثانية تتراجع,وتخسر أرضاً,كانت تعدّها مكاسب ثابتة0 في القرنين السادس والسابع الهجريين- الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين-تعاظم الاحتكاك والالتقاء بين الإسلام والنصرانية عبر محورين أساسيين:الأول هو المحور الفكري,حيث تأثر الأوروبيون تأثراً بالغاً بالفكر الحضاري الإسلامي عبر تعلَُم العربية0 وعبر الترجمات من العربية إلى اللاتينية على الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض خاصة في أسبانيا وجنوب إيطاليا وصقلية000
أما المحور الثاني:فقد كان يتمثل في الحروب الصليبية التي بدأت قبل نهاية القرن الخامس,ولم تنتهِ إلا قُبيل انتهاء القرن السابع الهجري عندما تمَّ تصفية النفوذ الصليبي في الشام0
كان يصاحب النصر العسكري الإسلامي نوع من الانبهار الغربي بالحضارة الإسلامية وتفوقها في المجالات التنظيمية والمدنية والصناعية000
بعد القرن السابع الهجري-الرابع عشر الميلادي- أخذ نجم العالم الإسلامي في الأفول,واخذ نجم أوروبا في السطوع,حيث ابتلي المسلمون بخبو  نار الاجتهاد إلى جانب ضعف الالتزام,والتفكك السياسي, وانتشار الجهل والفقر واجترار الذات,والتباس سبل النجاة والارتقاء000
أما الغرب فقد بدأ يستفيد مما أخذه من المسلمين,وأضاف إليه الكثير من الإبداع والاختراع والاكتشاف00
وظل كل الفريقين مشغولاً بذاته وهمومه إلى أن جاء القرن التاسع عشر,وبدأت حركة الاستعمار الحديثة,وحصل الالتقاء الأخير الذي ما زال يتعمق ويمتدد في أبعاد جديدة إلى يومنا هذا00
ويلاحظ أن مسار المسلمين ومسار الغربيين يشكلان خطين متداخلين على التبادل؛فحين يكون المسلمون في القمة ,يكون الغربيون في القاع0 وإذا كان الغربيون في القمة كان المسلمون في القاع .و عندما يكون المسلمون في طور الأستاذية,يكون الغربيون في طور التلمذة0 وعندما يكون الغربيون في طور الأستاذية ,يكون المسلمون في طور التلمذة000
من المهم لفهم العصر الذي يعيشه المسلم اليوم أن نعرف الصور المتبادلة بينا وبين الغرب:ما هي الصور المنطبعة في ذهن الغربيين عن المسلمين,وما هي الصور المنطبعة في ذهن المسلمين عن الغربيين؛لأن تلك الصور,هي التي تحدد المواقف,وتغذي التوجهات الفكرية والتجديدات السلوكية لدى الطرفين؛ولا سيما الطرف المسلم0
أما صورة الإسلام في ذهن الغربيين فهي صورة غامضة,يكتنفها الكثير من الجهل والتشويش؛فعلى الرغم من الحروب الدامية الني شنّها الغرب على المسلمين في المنطقة العربية من آسيا,وفي الهند والبلقان وافريقية,وعلى الرغم من كل العلوم والمعارف الإسلامية التي كان قد نقلها إليه من قبل إلا أنه لم يكن يحفل أبداً بمعرفة كنه الإسلام وجوهره- للأوضاع الفردية طبعاً شأن خاص- وكان المأمول من وراء حركة الاستشراق الهائلة أن يتوفر للغرب معرفة أفضل بالإسلام0
إلا أن الواقع هو أن قلة قليلة من المستشرقين استطاعت النفاذ إلى أعماق الموضوعات التي عالجوها وإقامة  دراسات أصلية وافية حولها عبر منهجية منطقية,مدركة لخفايا تلك الموضوعات ومشكلاتها0 وإن النظر في ترجمات القرآن الكريم إلى لغات أوروبا  المختلفة,يوقفنا على مدى ضحالة استيعابهم للطرح الفكري الحضاري للإسلام في الجوانب والمجالات المختلفة0
أما العامة وأشبه العامة في الغرب, فإن اعتقادهم بهامشية الشعوب النامية –والإسلامية خاصة- وألاّ فائدة تُرتجى من وراء معرفة أحوالها- أدى إلى جهل عريض بجغرافية العالم الإسلامي وتاريخه ودينه ومجمل شؤونه, مما هيّأهم على نحو فريد للوقوع فريسة سهلة في شباك رغبات كتّاب وصنّاع الروايات والأفلام ووسائل الإعلام ,التي رسمت صورة قاتمة للشرق عامة,فالشرقي ذو نزوات مفاجئة غير مألوفة,كما أنه أسير الغضب الأعمى , فظ غليظ قاسٍ,وهو قبل ذلك سادر في الملذات,أسير الشهوات, معربد بين القيان والحسان والألحان والكؤوس والندمان!!!
الشرق موطن السحر والخرافات والأوهام,وظلام المعابد,وتعاويذ الكهّان. وهو موطن النسل الوفير والكوارث الطبيعية من الفيضانات والزلازل التي تحصد الألوف. وهو لا يعرف حرية الأفراد,بل الظلم والجَوْر و أكل الحقوق. والبلدان الشرقية التي أحرزت بعض التقدم التقني,أحرزته بأموال الغرب ومنهجية الغرب وتقنية الغرب...
ويحظي العالم الإسلامي بنوع من الخصوصية في الصور الذهنية المنطبعة عند الغربيين؛فهو إلى جانب كل ما ذكرناه عن الشرقيين, عالم دموي متطرف إرهابي أصولي, وحين سقط المعسكر الشيوعي,صار الغرب ينظر إلى العالم الإسلامي على أنه العدو القادم الذي ينبغي أن تُرصد تحركاته وأوضاعه. وكلما أحرز المسلمون نوعاً من التقدم في اتجاه التمسك بالإسلام, ازداد الخوف الغربي من العالم الإسلامي. والمتأمل ير أن (الإسلام الأصولي) صار يحتل القمة فيما يشغل الإعلام العالمي,وصار جنرالات حلف الناتو, يضعون في حسبانهم أن أكثر المواجهات العسكرية احتمالاً,لن تكون بين الشرق والغرب,وإنما بين الشمال والجنوب الذي يشغل المسلمون منه حيزاً مهماً.
إن الذي يغذّي هذه الصور,ويعيد تلميعها, هو رواسب الحروب الصليبية, وتنافر المصالح الكونية بين أغنياء الشمال وفقراء الجنوب,والتشويه الإعلامي المتعمد الذي تقف وراءه وسائل الإعلام الصهيونية والعنصرية,بالإضافة إلى سوء أحوال المسلمين في كثير من المجالات,وشناعة الأعمال غير المسئولة التي تقوم بها فئات وجماعات ودول وأحزاب من التعذيب والقتل والاحتراب الداخلي ,والخروج عن القانون,وانتهاك الحرمات,وأكل الحقوق.
أضف إلى كل ذلك أن الغرب لا يستطيع أن يهضم,ويتفهم وضعية لا ينفصل فيها الدين عن الدولة,كما لا يستطيع أن يستوعب منطقية دين تغطي أحكامه كل حياة البشر, وتغطي جميع أطوارها؛ فهو دائماً يفهم الدين على أنه شأن شخصي,وعلاقة خاصة بين العبد وربه؛ وهو بذلك ينطلق في نظرته للدين والتدين من خلال معرفته بالنصرانية,وبالكنيسة التي أجْلَتها العلمانية عن كل مواقعها,وحوَّلتها إلى مؤسسة تعني بالخدمات الاجتماعية!!
ولو أن الأمر اقتصر على ذلك لهان الخطب,لكن الكنيسة قد أصبحت تضفي المشروعية على بعض الأعمال والتصرفات التي لا يمكن لأي دين سماوي أن يقبل بها, وعلى سبيل المثال فإن الكنيسة الإنكليزية,قد أجازت عقد القران بين الرجال,وكانت الكنيسة الأمريكية أدخلت من قبل إلى أروقتها الرقص والموسيقى والغناء, لذا فإن مقاييس الغرب للتدين,تدفعه نحو اعتبار كل مسلم-مهما كانت درجة التزامه-أصولياً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم