الثلاثاء، 23 أبريل 2013

رسالة إلى المتصوفة .. 1



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
هذه مشاركة هامة تنبهنا إلى أين يريد الصوفية والقبورية أن يذهبوا بأمة أحمد عليه الصلاة والسلام
يعرضها لكم فضيلة الشيخ الدكتور . عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
حفظه الله تبارك وتعالى أذ يقول
في عرضه لسبل معالجة انحرافات القبوريـيـن تـطــرق الكاتب في الحلقة السابقة إلى المسلك الدعوي، وأوضح فيه ضرورة أن يُعنى العلماء بتقريـر الـتـوحـيد وتربية الأمة على الانقياد للشرع انقياداً والتزاماً، ومخاطبة عقول الناس لبيان تهافت اعـتـقـادات القبورية، ثم شرع في إيضاح المسلك الثاني، وهو: المسلك العلمي الذي بين فيه ضرورة إيـضـــــاح قـواعــــد الاستدالال عند أهل السنة وأهل البدع، والتنبيه على أن أدلة اعتقاد أهل السنة هي غالباً من المحكمات بخلاف أهل البدع، ثم بين تهافت استدلالات القبوريين على انحرافاتهم، ويواصل في هذه الحلقة مقارعة ما تبقى من دعاويهم، وبيان جوانب أخرى في الموضوع .

- ومن دعاويهم العريضة: احتجاجهم بأن الكثير من المسلمين في القديم والحديـث يبنون على القبور، ويتخذون المشاهد والقباب، ويتحرون الدعاء عندها.
والجواب عن هذه الدعوى من وجوه:
أحدها: أن أكـثـر هــــــذه المشاهد مكذوبة لا تصح نسبتها إلى أصحابها، وكما يقول شيخ الإسلام: (وكم من مشهــد يعظمه الناس وهو كذب، بل يقال إنه قبر كافر، كالمشهد الذي بسفح جبل لبنان الذي يقال إنه قبر نوح؛ فإن أهل المعرفة يقولون إنه قبر بعض العمالقة، وكذلك مشهد الحسين الـذي بالـقــاهـرة، وقبر أبيّ بن كعب الذي في دمشق، اتفق العلماء على أنه كذب)(1).
ويقول في موضع آخر: (عامة أمر هذه القبور والمشاهد مضطرب مختلق، لا يكاد يوقف منه على العلم إلا في القليل منها بعد بحث شديد؛ وهذا لأن معرفتها وبناء المساجد عليها ليس مــن شــريـعــــة الإسلام.. بل قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عما يفعله المبتدعون عندها..)(2).
ثانياً: إن البـنـاء على القبور وتحري الدعاء عندها ونحو ذلك من البدع المنكرة التي حذّر منها الشارع أيـمـــــا تحـذيــر، كـمــا في قوله -صلى الله عليه وسلم- : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ـ يحذّر ما صنعوا) متفق عليه.
يـقــــول شيخ الإسلام ابن تيمية قد كان من قبور أصحاب رسول بالأمصار عدد كـثـيـر، وعندهم التابعون، ومن بعدهم من الأئمة، وما استغاثوا عند قبر صاحب قط، ولا استسقوا عند قـبـره ولا بــه، ولا استنصروا عنده ولا به. ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقـلـــــه، بل على نقل ما هو دونه، ومن تأمل كتب الآثار، وعرف حال السلف، تيقن قطعاً أن الـقــوم ما كانوا يستغيثون عند القبور، ولا يتحرون الدعاء عندها أصلاً، بل كانوا ينهون عن ذلك من كان يفعله من جُهّالهم)(3).
ويقول ابن القيم مبيّناً أن صنيع القبوريين مفارق لما كان عليه سلف الأمة:
(هل يمكن لبشر على وجه الأرض أن يأتي عن أحد منهم [ أي: السلف الصالح ] بنقــل صـحـيح أو حسن أو ضعيف أو منقطع أنهم كانوا إذا كان لهم حاجة قصدوا القبور فدعوا عندهـــــا، وتمسحوا بها، فضلاً أن يصلّوا عندها، أو يسألوا الله بأصحابها، أو يسألوهم حوائجهم، فليوقفونا على أثر واحد، أو حرف واحد في ذلك...)(4).
يقول الـعـلامـــــة الصنعاني جواباً عن هذه الشبهة: (إن أردت الإنصاف وتركت متابعة الأسلاف وعـرفــت أن الحق ما قام عليه الدليل، لا ما اتفق عليه العوالم جيلاً بعد جيل وقبيلاً بعد قبيل؛ فاعلم أن هذه الأمور التي ندندن حول إنكارها، ونسعى في هدم منارها صادرة عن العامــــة الذين إسلامهم تقليد الآباء بلا دليل، ينشأ الواحد فيهم فيجد أهل بلدته يلقنونه: أن يهتف باسم من يعتقدون فيه، ويراهم ينذرون له، ويرحلون إلى محل قبره... فنشأ على هذا الصغير، وشاخ عليه الكبير، ولا يسمعون من أحد عليهم من نكير... ولا يخفى على أحد يعرف بارقة من علم الكتاب والسنة والأثر أن سكوت العالم على وقوع المنكر ليس دليلاً على جواز ذلك المنكر)(5).
ويقول العلامة الشوكاني: (اعلم أنه قد اتفق الناس سابقهم ولاحقهم وأولهـم وآخرهـم من لدن الصحابـة ـ رضـــي الله عنهم ـ إلى هذا الوقت أن رفع القبور والبناء عليها من البدع التي ثبت النهي عنها واشتد وعيد رسول -صلى الله عليه وسلم- لفاعلها، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين)(6).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم