الخميس، 27 سبتمبر 2012

هذه رسالة مخلصة إلى علمانيينا الأعزاء



هذه رسالة مخلصة إلى علمانيينا الأعزاء

كتبها الأستاذ / يوسف عبد النعيم

أخوتي علمانيو الشرق، يا من تعيشون في البلاد العربية والإسلامية قاطبة أيا كانت المدارس العلمانية التي تنتمون إليها

إذا كنتم معجبين بالفكر العلماني إلى هذا الحد، فإن هذا حقكم، وأنتم مسئولون عن اختياركم هذا أمام أنفسكم، وأمام مجتمعكم، وأمام الله. ولكن لي عليكم عتاب رقيق. لماذا تنسخون الفكر الغربي كما هو بطريقة (كوبي آند بيست)، ولا تشغلون عقولكم؟ إن هذا الفكر العلماني هو نتاج الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمعات الغربية عبر عصور مختلفة. وهي ظروف كما تعلمون تختلف كثيرا عن ظروفنا نحن، فلماذ لا تكون لكم نسخة معدلة من العلمانية تتناسب مع ظروف الشرق، وأحواله، ومعتقداته؟ وبالتالي تصبحون منتجين للفكر، لا مجرد مستهلكين له.

إنني أنصحكم- لكي تكون لكم شعبية أكثر- أن تحاولوا ذلك بحيادية وإخلاص، فتقرأون بتمعن وعمق وحيادية القرآن الكريم، وعلومه، والحديث الشريف وعلومه، والفقه الإسلامي وأصوله ومدارسه، والسيرة ومناقبها، وحاولوا أن تهضموا ذلك كله ثم حاولوا أن تخرجوا علينا بنسخة علمانية معدلة من النسخة الغربية تكون مناسبة أكثر لنا ولظروفنا، وعندها سنفكر جديا في اعتناق الفكر العلماني الشرقي.

لكنني يؤسفني أن أخيب ظنكم بأن اقول لكم من الآن أنني لن أعتنق فكركم العلماني حتى لو كان شرقيا، وذلك لأنني واثق من أنكم لو أقدمتم على إعمال عقولكم بحيادية تامة، وبأسلوب علمي رصين في دراستكم للإسلام فسوف تنتهون إلى ما انتهى إليه أحد رجال الدين من أتباع دين مخالف جاء ليحاضرنا يوما في الجامعة منذ عشرات السنين، وقال لنا أن عنوان رسالة الماجستير الخاصة به في الكلية التي تدرس دينه كان هو: كيفية محاربة الإسلام بالإسلام. فدرس القرآن، وبقية العلوم التي ذكرتها أعلاه محاولا أن يجد فيها أية ثغرات تمكنه من النيل من الإسلام، لكنه- يا للعجب- انتهى به الحال ليس إلى اعتناق الإسلام فحسب، بل أصبح داعية إسلامي شهير.


أخوتي الأعزاء
الإسلام دين ودنيا، عمل وعبادة، فكر وتطبيق. وهو في النهاية ثقافتنا الأصيلة التي نحمد الله عليها ونشكره، واسمحوا لي أن أوجه لكم النصيحة الحقيقية وهي- هذه المرة- أن تحاولوا أن تهدوا ثقافتنا الإسلامية السامية إلى للعالم الخارجي (وبالذات الغرب) الذي هو في أمس الحاجة إليها الآن ليواجه بها مشاكله السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي يعاني منها الأمرين، بدلا من أن تستوردوا سلعا قديمة بالية من مجتمعات تريد هي أن تخلص نفسها منها الآن. ودمتم سالمين.
تحياتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم