الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

إسلامية .. إسلامية 2



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ’ وأصلي وأسلم على من بهديه أسترشد ومن أنوار سننه أستلهم وبفهم صحبه أتعلم وأعلم لأعمل ’ وأسأل الله العلي القدير أن يحشرني في كنفهم وزمرتهم .
لست معادياً للرياضة ولا للتريض وحالها عندي كجميع مناحي الحياة في أنها وغيرها لآبد أن تخضع لآداب شريعتنا , وما عنوان مقالي هذا إلا للسخرية والتعجب الشديد مما آلت إليه الأفكار والأفهام والأفئدة والعقول, فلقد مكثنا الأيام والليالي في ميدان الكرامة والعزة ميدان التحرير لا تعرف مسلماً من نصرانياً ولا إخوانياً من ليبرالياً ولا سلفياً من صوفياً ولا عالماً من علمانياً متعالماً , لأنه كان هتافنا واحد (إيد واحدة ) و (الشعب يريد ...) , الكل كان متفقاً على الأصل المصري للثورة ويتحاشى الخوض في فروعه الفكرية والثقافية .
كنت في المشهد مراقب ومتفاعل مع ما هو موافق لأفكاري دون إنتهاك لحرية أفكار غيري , أكثر ما فرحت له هو نسيم الحرية الذي إستنشقته وكنت أملاء منه صدري في جنبات الميدان حتى سقط الطاغوت , فكان عُرس مصر كلها فرحت أهتف بكل فخر وقوة , ( إرفع رأسك فوق أنت مصري ) وأرسلتها لتونس برقية ولا أحسب أنه سبقني أحد بقولها , وكذلك قولي لكل وسيلة إعلامية إلتقيتها في الميدان ( كانوا بيخونونا والليلة هايشكرونا ).
كنا في ميداننا ندرس العالم بكامله أروع دروس ما أسموها بالديمقراطية , كنا في الميدان مندهش من فعلنا العالم بأسره , مصر بكاملها على قلب رجل واحد , للمصريين زئير وبرق ورعد , ليس في إستاد القاهرة تشجيعاً للأهلي أو للزمالك ولا حتى لمنتخب مصر .
كنت في السابق أتخيل ساخراً أن الأهلوية هم الأغلبية في مصر والزمالكاوية هم الأقلية , كنت أجد كرة القدم قد إستطاعت أن تحشد الألوف من المتظاهرين لها , ويتخاصم لأجلها مئات الألوف من الأغلبية والأقلية , فكنت أتعجب !! جلدة منفوخة يجري خلفها اللآعبون ويحتشد للتظاهر لها مائة وعشرون ألفاً , وغلاء الأسعار لم يتظاهر له مائة من البشر ؟!!
للهو واللعب تنهض ألوف مؤلفة ولمحاربة الفساد والفسّاد لا يتصدى عشرات ؟!!!
وتوالت الجمع بمسميات مختلفة وأنا أراقب وأشهد قطع اليد الواحدة إلى إئتلافات وأحزاب وتيارات , تقطعت بألسنتنا ومطالبنا اليد الواحدة وأضحت المطالب ليست للشعب بل لأئتلاف يريد أن نتشرذم وحزب يريد ولآءنا له !!!. الكل في سباق الجميع في تنافس , حزب ينادي ( ليبرالية .. ليبرالية )
وآخر ينادي بأن مصر لآبد أن تصبح مدنية .. وكأنها قبل يناير ما كانت أفسد دول المدنية على الأرض وقاهرتها عاصمة الفهلوة وتفتيح الدماغ ؟!
لقد كانت ثورتي الشخصية ضد الإقصاء والتهميش وظننت أن أعظم مناصري الثورة سيكونوا ممن نادوا بالديمقراطية فإذا بهم أول من أرادوا إزاحتي وتهميشي وإقصائي بل أكاد أجزم الآن أنه غير معترف بي أصلاً إلا أمام أبواقه الإعلامية خوفاً على إفتضاح ديمقراطيته .
فرغم أني إسلامي الولاء والفكر والمنهج فقد كنت وقود الثورة والمتهم الأول فيها تحت مسمى ( المحظورة عاملة مظاهرة ) وتحولت إلى أكبر سارق لها تحت مسمى سلفياً عارض الخروج على الحاكم وقد قلتها من قبل كيف إذا الحاكم خرج على الشرع والشعب فهل يسمى خارجياً أيضاً ؟!!
دارت عليّ الدوائر والعداوات الإعلامية الممنهجة حتى فيما يفعله الأقباط أصير أنا المتهم الأول والدافع والمحرك لأعتصامات ماسبيرو. أسموني بالتيار !!!
فهل أنا حامل لواء شريعة تتهافت على مثلها الأمم أصبح تياراً وتتحول الأفكار التي يكفر بها وينكرها مؤسسيها إلى أيدولوجيات راسخة عبر القرون ؟!!!
أنا صاحب الدستور القائم عبر خمسة عشر قرناً أبحث عن دستور ؟!!
أنا صاحب المنهج اليقيني الثبوت والصحة أصير مجرد تيار هاج وماج فطار ؟!!
والله لا ينتهي عجبي , أم لم تأخذوا العبرة بعد ؟ أليست هذه هي ثمار الإئتلافات والتشرذمات ؟
وتكشفت أمامي أعظم خديعة قد تحيط بمصر وبالعالم الإسلامي والعربي بكامله وهي أني في جمعة الشريعة كنت أهتف وسط ثلاثة ملايين ( إسلامية .. إسلامية ) و ( الشعب يريد تحكيم شرع الله ) يومها والله صليت الجمعة على ظهر أحد الثوار في الميدان من شدة الزحام وكنا في معركة فكرية سلمية نريد توجيه كلمة واحدة هي شعار جمعتنا وتجمعنا وهي أني كمسلم أرفض أن يحكمني غير شرع ربي , وكان عجبي يزداد ويزداد هل طبقت الشريعة الإسلامية فيمن يعارضها ولأنه جرب قسوتها فيرفضها ؟!!
الم تخربّ مصر على يد العلمانيين والليبراليين ومن قبلهم الإشتراكيين والقوميين والشيوعيين ؟
سبحان الله أليس هذا تطبيق واضح لقاعدة أن المرء عدو ما يجهله ؟
أقول لكل ليبرالي ولكل علماني لا تهاجمني قبل أن آخذ فرصتي كاملة وتحملني كما تحملت الأيدولوجيات الفاسدة على مدار ستون عاماً من الفساد والإفساد , أين هي الديمقراطية منك وأين إيمانك بإرادة الشعب وصندوق الإنتخاب ؟ أم أنك مثل سابقيك كلها عندك شعارات وإدعاءات ؟
لو أن قولي إسلامية إسلامية يغيظك ويقض مضجعك فاعتبرني رياضياً وأصيح في الإستاد هاتفاً (( أهلاوية .. أهلاوية ) وأيضاً ستكون لي الغلبة لأني حزب الأغلبية .
كتبه أخوكم:
أبوكفاح العزيزي
01118450640 / موبايل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم