الجمعة، 1 مارس 2013

الإسلام والإســـلاميون



الإسلام والإسلاميون

كتب : أحمد العزيزي
Ahmed_kfah@hotmail.com 



الحمد لله على العافية والفهم ..
كثير ما يعتقد سطحي الفهم والمعرفة أن الإسلاميون الآن على فهم واحد وصورة واحدة رغم أن الإسلام على حقيقته هذا هدفه الفهم الواحد والمنهج الواحد , ولكن بسبب الفتن الكثيرة الواقعة الآن أصبح العاملون للمشروع الإسلامي لهم أفكار مختلفة ووسائل مختلفة وحتى صورة مختلفة ولكن قطعاً المقصد واحد .
ولعل ما يحدث الآن بين حزبيّ النور والحرية والعدالة أفصح مثال على هذا المقال , وهي رسالة ليت أعداء المشروع الإسلامي يحسنون فهمها رغم أنهم متحدين في الظاهر ومختلفين في البواطن والغرف المغلقة وكذلك الكنائس شكلت لها إتحاد جديد , والإسلاميون مختلفون !!!
نعم مختلفون لأنهم على وضوح وبينة في عملهم السياسي ولولا هذا الإختلاف لما تعددت أحزابهم
نعم مختلفون لأن وسائلهم للغايات والمقاصد مختلفة ومتعددة وذات مرجعيات ثابتة وراسخة
نعم مختلفون ليفضحوا أعداءهم والذين دائماً ما ينزلونهم منزلاً واحداً في المعاداة ويهاجمونهم بمناهج مختلفة في العداوة والتهميش والتقليل والتوهين والإقصاء.
غاية الإسلاميون ومقصدهم الواحد والذي عليه يتوافقوا ويتحدوا هو إقامة أمر ربهم وتحكيم شرعه
ولكن وسيلة الحرية والعدالة في هذا على الأمد الطويل والبعيد حتى ظن الإهمال .
ووسيلة حزب النور إقامة المستطاع قدر الإمكان وحسب المقدرة المتاحة.
لذا ظهر الآن خلافهم السياسي البارز في هذا الشأن ومن قبل حول مادة الشريعة الإسلامية عند وضع الدستور.
ولما يأس حزب النور من تجارب حزب الحرية والعدالة في الحكم سعى الحزب في عمل مبادرة مع جبهة الإنقاذ المعارضة لتشكيل نوع من الضغط على الحرية والعدالة القصد منه التصدي لهيمنة ترآءت للنور والجبهة وعدم إصغاء الإخوان لهم ورغم أن حزب النور هو الأقرب للحرية والعدالة فكرياً ومنهجياً ومرجعياً إلا أن هذا لم يشفع لهم للخلاف السياسي السالف الذكر.
فإن ما هو على أرض الواقع الآن من مطالبة جبهة الإنقاذ بتغيير حكومة قنديل يحمل في طياته وحناياه شرك سياسي ليت القائمين على حزب النور يفهموه وينتبهوا له.
وهو إن نجحت جبهة الإنقاذ في تعيين حكومة إئتلافية برئيس وزراء من الجبهة نفسها وما أن يمر شهر على تعيين الحكومة إلا ويبدأوا مع إعلامهم وقنواتهم في إبراز المشاريع القائمة من مدة تولي الرئيس مرسي في إقليم قناة السويس وسيوة والوادي الجديد ومطروح والصعيد ومصنع بني سويف وإعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات , فيقوم الإعلام بالتسويق أن كل هذه المشاريع هي للحكومة الجديدة وأنها حكومة الإنجازات والأعمال التي تمس المواطن والقصد من هذا إحراج الرئيس مرسي والسعي في إسقاطه وإسقاط شعبيته وفاعليته الواقعية وكذلك مقارنتها بإنجازاتها الزائفة بمن سبقتها من حكومات .
وأيضاً هي محاولة لإفشال أي مساعي للحكومة البرلمانية الوشيكة والتي سيفرزها البرلمان المزمع إنتخابه والتي ستأتي برئيس حكومة من الأغلبية البرلمانية.
وعليه فإن كان تحالف جبهة الإنقاذ هو تحالف شعبي ومؤيد من جماهير عريضة كما يزعمون زوراً وأنهم مؤيدون من أغلبية الشعب المصري في الداخل والخارج .
فعليهم أن يثبتوا هذا التأييد الشعبي الزائف من خلال الإنتخابات البرلمانية وأن تكون الأغلبية فيهم لينالوا رئاسة الوزراء بطريق شرعي وديمقراطي !!!
وعلى حزب النور أن يحذر مخططات الجبهة ويمارس الضغط على الرئاسة والحكومة لمزيد من التفاعل الجماهيري والشعبي والتعاون الوطني البناء بين جميع فصائل الشعب وأن تكون مبادرتهم مع جبهة الإنقاذ تصب في مصلحة المواطن الفقير المتعوذ لخير بلده , ولا تكون مبادرتهم هذه في صالح الخصومات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة جداً .
وعلى الرئاسة والحزب الحاكم والحكومة أن يتواصلوا مع المواطنين دون تمييز ومن خلال الخدمات العامة , وتخصيص لقاء إسبوعي لمخاطبة الشعب بوضوح وشفافية وأن لا يقعوا في نفس أخطاء النظام البائد في إنعزاله عن الشعب ومعالجته لمشكلات الدولة بمنهجية الفعل ورد الفعل.

20/2/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن شاء الله سقرر المشرف نشره بعد مراجعته
حياكم الله تعالى وجزيتم خيرا لتفاعلكم