الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

النصر فوق الرؤوس .. ينتظر توبتنا

النصر فوق الرؤوس .. ينتظر توبتنا

كتب / أحمد العزيزي
23/10/2013

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .. إعلموا أيها الأكارم أن الله تعالى إرادته في خلقه نافذة وأننا في هذه الآونة نمر بأكبر عملية للتمحيص وتمييز الصف وأن الله تعالى له الإرادة النافذة ولا معقب لحكمه ولا راد لأرادته واعلموا أن في كل ما يمر بنا الآن هو وفق إرادة المهيمن جل في علاه وأنه لا يمكن لأمة أن تمكن بدون حصول لمثل هذا التمييز الذي نمر به وقد تعلمنا من رسولنا الكريم صلوات الله عليه أن هذه الأمة لا تهلك بسنة عامة ولكن بأسها بينها شديد ليكون هذا التمييز وأنه سبحانه يجب أن يعبد بأنواع العبودية ومن أعلاها وأجلها عبودية الموالاة فيه والمعاداة فيه والحب فيه والبغض فيه والجهاد في سبيله وبذل مهج النفوس في مرضاته ومعارضة أعدائه وهذا النوع هو ذروة سنام العبودية وأعلى مراتبها وهو أحب أنواعها إليه وهو موقوف على ما لا يحصل بدونه من خلق الأرواح التي تواليه وتشكره وتؤمن به والأرواح التي تعاديه وتكفر به ويسلط بعضها على بعض لتحصل بذلك محابه على أتم الوجوه وتقرب أوليائه إليه لجهاد أعدائه ومعارضتهم فيه وإذلالهم وكبتهم ومخالفة سبيلهم فتعلو كلمته ودعوته على كلمة الباطل ودعوته ويتبين بذلك شرف علوها وظهورها ولو لم يكن للباطل والكفر والشرك وجود فعلي أي شيء كانت كلمته ودعوته تعلو فإن العلو أمر لشيء يستلزم غالبا ما يعلى عليه وعلو الشيء على نفسه محال والوقوف على الشيء لا يحصل بدونه يوضحه أن من عبوديته العتق والصدقة والإيثار والمواساة والعفو والصفح والصبر وكظم الغيظ واحتمال المكاره ونحو ذلك مما لا يتم إلا بوجود متعلقه وأسبابه فلولا لم تحصل عبودية العتق فالرق من أثر الكفر ولولا الظلم والإساءة والعدوان لم تحصل عبودية الصبر والمغفرة وكظم الغيظ ولولا الفقر والحاجة لم تحصل عبودية الصدقة والإيثار والمواساة فلو سوى بين خلقه جميعهم لتعطلت هذه العبوديات التي هي أحب شيء إليه ولأجلها خلق الجن والإنس ولأجلها شرع الشرائع وأنزل الكتب وأرسل الرسل وخلق الدنيا والآخرة وكما أن ذلك من صفات كماله فلو لم يقدر الأسباب التي يحصل بها ذلك لغاب هذا الكمال وتعطلت أحكام تلك الصفات أنه سبحانه يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه أعظم فرح يقدر أو يخطر ببال أو يدور في خلد وحصول هذا الفرح موقوف على التوبة الموقوفة على وجود ما يتاب منه وهذا من أعظم الإستنصار على الباطل وأهله فجددوا النية وجودوا التوبة يكن لنا النصر بحول الله وقوته.
يقول الإمام القيم إبن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة :

فلو كان أهل الإيمان والخير هم الأكثرين الغالبين لفاتت مصلحة الجهاد وتوابعه التي هي من أجل أنواع العبودية وفات الكمال المترتب على ذلك فلا أحسن مما اقتضاه حكمة أحكم الحاكمين في المخلوق من هذه المواد ثم أنه سبحانه يخلص ما في المخلوق من تينك المادتين من الخبث والشر ويمحصه ويستخرج طيبه إلى دار الطيبين ويلقي خبثه حيث تلقى الخبائث والأوساخ وهذا غاية الحكمة كما هو الواقع في جواهر المعادن المنتفع بها من الذهب والفضة والحديد والصفر فخلاصة هذه المواد وطيبها أقل من وسخها وخبثها والناس زرع الأرض والخير الصافي من الزرع بعد زوانه وقصله وعصفه وتبنه أقل من بقية الأجزاء وتلك الأجزاء كالصور له والوقاية كالحطب والشوك للثمر والتراب والحجارة للمعادن النفيسة.

وأي حكمة في تسليط أعدائه على أوليائه يسومونهم سوء العذاب فكم لله في ذلك من حكم باهرة منها حصول محبوبة من عبودية الصبر والجهاد وتحمل الأذى فيه والرضى عنه في السراء والضراء والثبات على عبوديته وطاعته مع قوة المعارض وغلبته وشوكته وتمحيص أوليائه من أحكام البشرية ودواعي الطباع ببذل نفوسهم له وأذى أعدائه لهم وتميز الصادق من الكاذب ومن يريده ويعبده على جميع الحالات ممن يعبده على حرف وليحصل له مرتبة الشهادة التي هي من أعلى المراتب ولا شيء أبر عند الحبيب من بذل محبة نفسه في مرضاته ومجاهدة عدوه فكم لله في هذا التسليط من نعمة ورحمة وحكمة وإذا شئت أن تعلم ذلك فتأمل الآيات من أواخر آل عمران من قوله: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} إلى قوله: {نَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} فكان هذا التمييز من بعض حكم ذلك التسليط ولولا ذلك التسليط لم تظهر فضيلة الصبر والعفو والحكم وكظم الغيظ ولا حلاوة النصر والظفر والقهر فإن الأشياء يظهر حسنها بأضدادها ولولا ذلك التسليط لم تستوجب الأعداء المحق والإهانة والكبت فاستخرج ذلك التسليط من القوة إلى الفعل ما عند أوليائه فاستحقوا كرامتهم عليه وما عند أعدائه فاستحقوا عقوبتهم عليه فكان هذا التسليط مما أظهر حكمته وعزته ورحمته ونعمته في الفريقين وهو العزيز الحكيم، وأي حكمة في تكليف الثقلين وتعريضهم بذلك العقوبة وأنواع المشاق، فاعلم أنه لولا التكليف لكان خلق الإنسان عبثا وسدى والله يتعالى عن ذلك وقد نزه نفسه عنه كما نزه نفسه عن العيوب والنقائص قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} وقال: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} قال الشافي لا يؤمر ولا ينهى ومعلوم أن ترك الإنسان كالبهائم مهملا معطلا مضاد للحكمة فإنه خلق لغاية كماله وكماله أن يكون عارفا بربه محبا له قائما بعبوديته قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وقال: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} وقال: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فهذه المعرفة وهذه العبودية هما غاية الخلق والأمر وهما أعظم كمال الإنسان والله تعالى من عنايته به ورحمته له عرضه لهذا الكمال وهيأ له أسبابه الظاهرة والباطنة ومكنه منها

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

إنها كلمة الحق .. وسنقولها رغم أنوفكم


ألا لا يمنعنَّ أحدكم رهبةُ الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجلٍ ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم

 (حديث صحيح)
ما أقل ما قلنا كلمة الحق في مواقف الرجال. وما أكثر ما قصّرنا في ذلك، إن لم يكن خوفاً فضعفاً، ونستغفر الله، وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا، كفارة عما سلف من تقصير، وعما أسلفت من ذنوب، ليس لها إلا عفو الله ورحمته. والعمر يجري بنا سريعاً، والحياة توشك أن تبلغ منتهاها.
وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا، وبلادنا، بلاد الإسلام، تنحدر في مجرى السيل، إلى هوّة لا قرار لها، هوة الإلحاد والإباحية والانحلال. فإن لم نقف منهم موقف النذير، وإن لم نأخذ بحُجَزِهم عن النار، انحدرنا معهم، وأصابنا من عقابيل ذلك ما يصيبهم، وكان علينا من الإثم أضعاف ما حُمِّلوا.
ذلك بأن الله أخذ علينا الميثاق: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) وذلك بأن الله ضرب لنا المثل بأشقى الأمم: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).
وذلك بأن الله وصفنا –معشر المسلمين- بأننا خير الأمم: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ). فإن فقدنا ما جعلنا الله به خير الأمم، كنا كمثل أشقاها، وليس من منزلة هناك بينهما.
وذلك بأن الله يقول: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ).
وذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرّب من أجل، ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكّر بعظيم).
وذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله –عز وجل- له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيّ كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى".
نريد أن نقول كلمة الحق في شؤون المسلمين كلها. نريد أن ننافح عن الإسلام ما استطعنا، بالقول الفصل، والكلمة الصريحة، لا نخشى فيما نقول أحداً إلا الله. إذ نقول ما نقول في حدود ما أذن الله لنا به، بل ما أوجب علينا أن نقوله، بهدي كتاب ربنا وسنة رسوله.
نريد أن نحارب الوثنية الحديثة والشرك الحديث، اللذين شاعا في بلادنا وفي أكثر بلاد الإسلام، تقليداً لأوربا الوثنية الملحدة، كما حارب سلفنا الصالح الوثنية القديمة والشرك القديم.
نريد أن ننافح عن القرآن، وقد اعتاد ناس أن يلعبوا بكتاب الله بين أظهرنا، فمن متأول لآياته غير مؤمن به، يريد أن يقْسِرها على غير ما يدل عليه صريح اللفظ في كلام العرب، حتى يوافق ما آمن به، أو ما أُشربَته نفسه، من عقائد أوربا ووثنيتها وإلحادها، أو يقربه إلى عاداتهم وآدابهم –إن كانت لهم آداب- ليجعل الإسلام ديناً عصرياً في نظره ونظر ساداته الذين ارتضع لبانهم، أو رٌبِّيَ في أحضانهم!!
ومن منكر لكل شيء من عالم الغيب، فلا يفتأ يحاور ويداور، ليجعل عالم الغيب كله موافقاً لظواهر ما رأى من سنن الكون، إن كان يرى، أو على الأصح لما فهم أن أوربا ترى!! نعم، لا بأس عليه –عنده- أن يؤمن بشيء مما وراء المادة، إن أثبته السادة الأوربيون، ولو كان من خرافات استحضار الأرواح!!.
ومن جاهل لا يفقه في الإسلام شيئاً، ثم لا يستحي أن يتلاعب بقراءات القرآن وألفاظه المعجزة السامية، فيكذب كل الأئمة والحفاظ فيما حفظوا ورووا. تقليداً لعصبية الإفرنج التي يريدون بها أن يهدموا هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ليجعلوه مثل ما لديهم من كتب.
وهكذا مما نرى وترون.
نريد أن نحفظ أعراض المسلمين. وأن نحارب ما أحدث (النسوان) وأنصار (النسوان) من منكرات الإباحية والمجون والفجور والدعارة، هؤلاء (النسوان) اللائي ليس لهن رجال، إلا رجالاً (يشبهن) الرجال!! هذه الحركة النسائية الماجنة، التي يتزعمها المجددون وأشباه المجددين، والمخنثون من الرجال، والمترجلات من النساء، التي يهدمون بها كل خلق كريم، يتسابق أولئك وهؤلاء إلى الشهوات، وإلى الشهوات فقط.
نريد أن ندعو الصالحين من المؤمنين، والصالحات من المؤمنات: الذين بقي في نفوسهم الحِفاظُ والغيرة ومقومات الرجولة، واللائي بقي في نفوسهن الحياء والعفة والتصوّن –إلى العمل الجدي الحازم على إرجاع المرأة المسلمة إلى خدرها الإسلامي المصون، إلى حجابها الذي أمر الله به ورسوله، طوعاً أو كرهاً.
نريد أن نثابر على ما دعونا وندعو إليه من العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله في قضائنا كله، في كل بلاد الإسلام، وهدم الطاغوت الإفرنجي الذي ضُرب على المسلمين في عقر دارهم في صورة قوانين، والله تعالى يقول: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً). ثم يقول: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً).
نريد أن نتحدث في السياسة، السياسة العليا للأمم الإسلامية، التي تجعلهم (أمة واحدة)، كما وصفهم الله في كتابه، نسمو بها على بدعة القوميات، وعلى أهواء الأحزاب. نريد أن نبصّر المسلمين وزعماءهم بموقعهم من هذه الدنيا بين الأمم، وتكالب الأمم عليهم بغياً وعدواً، وعصبية وكراهية الإسلام أولاً وقبل كل شيء.
نريد أن نعمل على تحرير عقول المسلمين وقلوبهم من روح التهتك والإباحية، ومن روح التمرد والإلحاد، وأن نريهم أثر ذلك في أوربا وأمريكا، اللتين يقلدانهما تقليد القردة، وأن نريهم أثر ذلك في أنفسهم وأخلاقهم ودينهم.
نريد أن نحارب النفاق والمجاملات الكاذبة، التي اصطنعها كتّاب هذا العصر أو أكثرهم فيما يكتبون وينصحون! يظنون أن هذا من حسن السياسة، ومن الدعوة إلى الحق (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) اللتين أمر الله بهما! وما كان هذا منهما قط، وإنما هو الضعف والاستخذاء والملق والحرص على عرض الحياة الدنيا.
وما نريد بهذا أن نكون سفهاء أو شتّامين أو منفّرين. معاذ الله، و"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنا نريد أن نقول الحق واضحاً غير ملتو، وأن نصف الأشياء بأوصافها الصحيحة، بأحسن عبارة نستطيعها. ولكنا نربأ بأنفسنا وبإخواننا، أن نصف رجلاً يعلن عداءه للإسلام، أو يرفض شريعة الله ورسوله –مثلاً- بأنه "صديقنا"، والله سبحانه نهانا عن ذلك نهياً حازماً في كتابه.
ونربأ بأنفسنا أن نضعف ونستحذى، فنصفَ أمة من الأمم تضرب المسلمين بالحديد والنار، وتهتك أعراضهم وتنتهب أموالهم، بأنها أمة "صديقة" أو بأنها أمة "الحرية والنور"، إذا كان من فعلها مع إخواننا أنها أمة "الاستعباد والنار"! وأمثال ذلك مما يرى القارئ ويسمع كل يوم، من علمائنا –نعم من علمائنا- ومن كبرائنا وزعمائنا ووزرائنا! والله المستعان.
نريد أن نمهد للمسلمين سبيل العزة التي جعلها الله لهم ومن حقهم إذا اتصفوا بما وصفهم به: أن يكونوا "مؤمنين". نريد أن نوقظهم وندعوهم إلى دينهم بهذا الصوت الضعيف، صوت مجلتنا هذه المتواضعة. ولكننا نرجو أن يدوّي هذا الصوت الضعيف يوماً ما، فيملأ العالم الإسلامي، ويبلغ أطراف الأرض، بما اعتزمنا من نية صادقة، نرجو أن تكون خالصة لله وحده، جهادا في سبيل الله. إن شاء الله.
فإن عجزنا أو ذهبنا، فلن يعدم الإسلام رجلاً أو رجالاً خيراً منا، يرفعون هذا اللواء، فلا يزال خفاقاً إلى السماء، بإذن الله..
قال الإمام أحمد بن حنبل في مسند عبد الله بن عمر:
قال: "السمع والطاعة على المرء فيما أحب أو كره، إلا أن يُؤمر بمعصية فإن أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
إسناده صحيح. ورواه البخاري (82:6 و109:13 من فتح الباري)
وهذا الحديث أصل جليل خطير من أصول الحكم، لا نعلم أنه جاء في شريعة من الشرائع، ولا في قانون من القوانين، على هذا الوضع السليم الدقيق المحدّد، الذي يحدّد سلطة الحاكم، ويحفظ على المحكوم دينه وعزته.
فقد اعتاد الملوك والأمراء، واعتادت الحكومات في البلاد التي فيها حكومات منظمة وقوانين، أن يأمروا بأعمال يرى المكلف بها أن لا مندوحة له عن أداء ما أُمر به.
وصارت الرعية، في هؤلاء وهؤلاء، لا يطيعون فيما أمروا به إلا أن يوافق هوى لهم أو رغبة عندهم، وإلا اجتهدوا أن يقصروا في أداء ما أمروا به، ما وجدوا للتقصير سبيلاً، لا يلاحقهم فيه عقاب أو خوف.
وكل هذا باطل وفساد، تختل به أداة الحكم، وتضطرب معه الأنظمة والأوضاع. إذ لا يرون أن الطاعة واجبة عليهم، وإذ يطيعون –في بعض ما يطيعون- شبه مرغمين إذا لم يوافق هواهم ولم يكن مما يحبون.
أما الشرع الإسلامي: فقد وضع الأساس السليم، والتشريع المحكم، بهذا الحديث العظيم. فعلى المرء المسلم أن يطيع من له عليه حق الأمر من المسلمين، فيما أحب وفيما كره، وهذا واجب عليه، يأثم بتركه، سواء أعرف الآمر أنه قصّر أم لم يعرف، فإنه ترك واجباً أوجبه الله عليه، وصار ديناً، من دينه، إذا قصّر فيه كان كما لو قصّر في الصلاة أو الزكاة أو نحوهما من واجبات الدين التي أوجب الله.
ثم قيد هذا الواجب بقيد صحيح دقيق، يجعل للمكلف الحق في تقدير ما كلف به، فإن أمره من له الأمر عليه بمعصية، فلا سمع ولا طاعة. ولا يجوز له أن يعصي الله بطاعة المخلوق، فإن فعل كان عليه الإثم، كما كان على من أمره، لا يعذر عند الله بأنه أتى هذه المعصية بأمر غيره، فإنه مكلف مسؤول عن عمله، شأنه شأن آمره سواء.

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

الشهيد السعيد بإذن الله


الشهيد السعيد بإذن الله
خالد محمد صالح


كتب / أحمد العزيزي
يوم : الخميس 17/10/2013
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد أحبتي الكرام يشرفني الحديث عن بطل من أبطال الثورة المصرية
فقد إزددت بشهادته يقيناً بنصر الله لنا ...
إزددت يقيناً بأن الله يتخذ منا .. أفضل وأطهر من فينا ...
إزددت يقيناً بأن الله يتخذهم شهداء ليميز الخبيث من الطيب ...
عرفته .. الفتى الباسم المؤدب بالسجية فكأن لسانه يقطر شهداً
عرفته .. الفتى الجهبذ الذي فطر على خدمة الناس إبتغاء مرضاة الله وحده
عرفته .. الفتى اليافع المتفوق على أقرانه وأنداده في كل صفة نبيلة
عرفته .. بعقله الراجح المتطلع لمعالي الأمور والمترفع عن السفه والسفاسف
عرفته .. وأحببته .. وتمنيت رؤية أحد أولادي مثله .
أنشأ لي أول موقع على النت وهو لم يتعدى يومها الأربعة عشر ربيعاً وانتهى من تصميمه كاملاً في خلال ست ساعات فقط فأي عبقرية فذة كان عليها رحمه الله تعالى وتقبله في الشهداء بجوده وكرمه وإحسانه
خالد ... وما أدراكم ما خــــالد ؟!!!
تعلم الرجولة وهو في سنّيّ الصّبوة                                                                                                          تعلم الكرامة وعلّمها وما بلغ الغُلمة
خـــــــــــــالد ... وما أدراكم ما خـــالد ؟!!!
فلولا خوفي على أبيه وأهله من قلمي وحزنه لرثيته بدمعي ودمي
هنيئاً لك الشهادة والله حسيبك .. هنيئاً لأبيك وأمك وألهمهم الله الصبر على فراقك .. هنيئاً لأخواتك أن شرفهم الله بإخوة مثلك .. هنيئاً لعائلتك وأصدقاءك وأحبابك .
مات خالد .. وارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها شجاعاً مقداماً صواماً شهماً كريماً
مات خالد .. وهو يستر أخت مسلمة ويقف في وجه سلطان جائر فأصابت قنبلة الغدر أخته المسلمة وأوقعتها أرضاً فسارع لسترها ونجدتها فقنصته رصاصة الخسة والنذالة على يد قناص مليشيات السيسي وبلطجية وزارة الداخلية الخونة وقت آذان مغرب يوم السادس من أكتوبر صائماً لله ربه ومحتسباً خروجه لمرضاته جل في عليائه
وحتماً سيكون دمه لعنة على الجناة .. كل الجناة .. حتماً سيذوق قاتله وبال جرمه عاجلاً بإذن الله غير آجل
أدرك تماماً أن كل من عرف خالد وخالط بشاشته لن يؤل جهداً في المطالبة بحقه والثأر لدمائه الزكية
وأدرك تماماً أن أهله ومعارفه وأحبابه لن يتركوا المطالبة بحق هذه الروح الطاهرة النقية
وأنا على يقين بأن الملك الجبار جل في علاه سينتصر له ممن غدره وقتله .

لا تنخدعوا في الديمقراطيين


لا تنخدعوا في الديمقراطيين
كتب : أحمد العزيزي
21 فبراير 2011



لطالما حذرت مما حذر منه محدث الأمة في زمن الغمة العلامة المحدث : أحمد بن محمد شاكر رحمه الله إذ حذر وقال : 
( يوشك أن تقع الواقعة، وقد تكون هي الحاسمة المدمّرة، على رأس الطغاة المستبدين المستكبرين. فحذار أن تُخدعوا عن أنفسكم وعن أممكم كما خُدعتم من قبل.)
إنهما فريقان يتناحران، ليس بهما إلا الاستبداد والطغيان، وليس بهما إلا أن يستعبدكم الفريقُ المنتصر. لا تصدقوا أن واحداً من هؤلاء أو هؤلاء يريد بكم الخير أو الحرية.
أيتها الأمم المستعبدة، من العرب، من أقصى العراق إلى أقصى المغرب، ومن المسلمين وغير المسلمين، فيما يسمونه "الشرق الأوسط" و"الشرق الأقصى"! إنكم ضحية هؤلاء الفجرة، وقد لبثتم في إسار الذل والاستبعاد بضع مئات من السنين. ذاق هؤلاء الوحوش الأوربيون طعم الخيرات في بلادكم، ثم طردهم أبطال الإسلام في الحروب الصليبية من بلاد الإسلام وبلاد الشرق. وعرفوا منكم ومن بلادكم معنى الحضارة وحقيقة الحرية فلم يستطيعوا صبراً عن مطامعهم وثاراتهم.
لا تُخدعوا بما يزعمون من دفاع عن الحرية وعن الحضارة، فإنما الحرية عندهم حرية أوربا، وحرية الأوربيين في أمريكا وغيرها. وشاهدكم على ذلك ما فعلوا ويفعلون في أهل أمريكا الأصليين إلى اليوم، وما فعلوا ويفعلون في أهل أستراليا الأصليين إلى اليوم.
لا تُخدعوا بما يسمونه "الدفاع المشترك" و"المواقع الاستراتيجية"، فإنكم ترون بأعينكم وتسمعون بآذانكم ما يقولون في صحفهم، وما يعلن به قادتهم وزعماؤهم، وهم يصارحونكم بأنهم يأبون عليكم أن تقفوا موقف الحياد بينهم وبين خصمهم، وبأنهم سيأخذونكم في صراعهم إلى جانبهم، رضيتم أم أبيتم. وبأنكم أنتم السياج القوي دونهم وبأنكم الخط الأول في دفاعهم أو هجومهم.
وثقوا بأنه إذا تندّر الناس يوماً ما بأن الإنجليز قالوا في الحرب الماضية "سنقاتل إلى آخر جندي فرنسي"! فسيكون حقيقة واقعة أن الأمم التي تسمي نفسها "ألديمقراطية" وقد ضموا إليهم أعداءهم السابقين من "النازية" و"الفاشية"- ستقول في الصراع القادم سنقاتل إلى آخر رجل أو امرأة أو طفل في الشرق الأوسط والشرق الأقصى!! وسيمتصّون كل قطرة من دمائكم، وسيأكلون كل ذرة من خيراتكم!! فإنهم لا يفقهون إلا أنكم خُلقتم ردءاً لهم أولا، ثم غُنْماً لهم أخيراً.
أيها الناس:
لا تخدعن بما في أيدي بعض أممكم من مظاهر الاستقلال، فإنما هو استقلال زائف موقّت، سينقلب إلى أشد ما لقيتم من قبل من ألوان الاستعباد، إذا ما وقعت الواقعة، وجاءت الطامة على رؤوس هؤلاء السادة. وقد جرّبناهم في الحروب السابقة، فما رأينا منهم إلا شراً، وإلا استعلاء واستعباداً. بل لا تزال أمم كثر منكم ترْسِف في أغلال العبودية وما حال المغربين الأدنى والأقصى منكم ببعيد.
ولا تنسوا أن هؤلاء الوحوش المتعصبين يكرهون اليهود بأكثر مما تكرهون أضعافاً مضاعفة، ولكنهم في سبيل إذلالكم ووضع أيديهم على أعناقكم، وامتصاص خيراتكم ودمائكم –جاؤوا بشُذّاذ الآفاق من مجرمي اليهود ووضعوهم في قلبكم، قريباً من الحرمين. وبين العراق والشام ومصر. واصطنعوا لهم دولة يمِدونها بالمال والعتاد، لتملك عليكم أمركم كله من كل ناحية. وجعلوها دولة دينية زعموا! في العصر الذي يدّعون أن الدول الدينية لا بقاء لها ولا قرار.
ولا تظنوا أن الروس خير لكم منهم، أو أنهم سينصرونكم أو يدَعونكم أحراراً إذا ما ظفروا، فكل هؤلاء وأولئك شرّ، وكلهم عدو. ولكنا نأبى أن ننصر عدواً على عدو، ونأبى أن نكتب وثيقة استعبادنا بأيدينا، لهؤلاء أو هؤلاء.
بل يجب أن نقاوم هؤلاء وهؤلاء، بما استطعنا من مقاومة سلبية أو إيجابية، فلا نمكّن لواحد منهم في شبر من أرضنا، ولا بحبة واحدة من قوتنا. فمن فعل ذلك فهو خائن لأمته ولبلاده، ولسائر بلاد الشرق من آسيا وأفريقيا.
واعلموا –أيها المسلمون خاصة- أن من خاض منكم غمار الحرب القادمة، مع هؤلاء أو هؤلاء، ثم كُتبت له الحياة، كان حياً كميت، وعاش عبداً ذليلاً، آثماُ عاصياً، حتى يُسْلِمَه أجله إلى مصيره، وإن كتب عليه القتل، لم يكن شهيداً، بل مات خارجاً على دينه، مخالفاً عن أمر ربه، عاصياً لرسوله ومصيره إلى النار.

#العزيزي

السبت، 12 أكتوبر 2013

دور العلاّمة والفقيه القانوني حازم أبو إسماعيل في استرداد الثورة ومكتسباتها .


دور العلاّمة والفقيه القانوني حازم أبو إسماعيل في استرداد الثورة ومكتسباتها .

كتب : أحمد العزيزي
12/10/2013

أيها الأحبة الكرام لقد منّ الله تعالى على أمة الحبيب محمد بعلماء أفذاذ وقادة عظام أصلحهم ربهم لاتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب ومن هؤلاء الربانيين فضيلة الشيخ محمد حازم صلاح أبو إسماعيل وفقه الله تعالى لنصرة الملة والدين.
هذا الرجل الذي ألهمه ربه فهم فقه الواقع وفقه النوازل وحسن إدارة أمور أمة التوحيد في القطر المصري ليكون إن شاء الله تعالى توطأة لوحدة الصف من جديد ولرفع لواء خير أمة أخرجت للناس , هذا الرجل الذي عارض ترك ميدان التحرير بعد سقوط رأس النظام البائد الطاغوت القبيح مبارك وقال كلمته الشهيرة عن مجلس العسكر ( لا يمكن أن نسلم مصر لذئاب وثعالب ولنقف في الميدان حتى نطهر كامل النظام ) .
وخالفته الكثير من القوى مدعين إعطاء الفرصة للمجلس العسكري والذي بدوره إنتهز هذه الفرصة السانحة ليقود الثورة المضادة وأخذ ثورة الشعب المجيدة ووضعها في الثلاجة وكلما ثار الشعب على مطلب من المطالب الثورية اقتطعه لهم وكأنما يقتطع مطلبهم الشرعي هذا من جسده , وشكل هذا المجلس درع حماية للفاسدين ولم تقم محاكمتهم بالشكل الذي يرد الحقوق لأصحابها بل وقف على النقيض من إحقاق الحق وإرساء العدالة.
ولم يعلن عن الانتخابات النيابية إلا في آخر يوم من الفترة الانتقالية التي وعد بها وأعلنها بعد تهديد القوى السياسية بالعودة من جديد لميدان التحرير.
لقد كان من المفترض أن يكون المجلس العسكري أميناً في وعده صادقاً مع الشعب بأنه سيجري انتخابات برلمانية ورئاسية في خلال ستة أشهر ولكنه ركن إلى حماية النظام الفاسد والتصدي لمحاولات محاكمتهم بشكل مستفز للشعب الذي قام بأعظم ثورات العصر الحديث وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء والأوفياء .
وبناءاً على كل ما سبق صرح الشيخ حازم أبو إسماعيل أنه سيخرج وحده في جمعة المطلب الواحد مطالباً المجلس العسكري أن يعود لرشده وأن يرد الأمانة إلى أهلها وأن عليه أن يحدد الجدول الزمني لرد هذه الأمانة وفي يوم الجمعة 28/10/2011 خرج الشيخ حازم بعد أن صلى الجمعة بمسجد عمر مكرم ليجد في استقباله جموعاً من الصادقين فرحت بقيادته لدعوة استرداد السلطة من المجلس العسكري .
في هذا اليوم المجيد تميز أهل الحق من أهل الباطل وتميز المصلح من المفسد ؛ نعم والله لقد ظهر هذا جلياً في الأعداد التي احتشدت لمناصرة هذا الرجل رغم الكم الكبير من الاتهامات التي نالها هذا اليوم من أنه يشق الصف ويدعو إلى الفوضى قبل شهر من إجراء الانتخابات ومثل هذه الاتهامات السخيفة والتي ثبت للقاصي والداني بطلانها عندما تحركت أفاعي بني علمان لإنعاش وثيقة المبادئ الفوق دستورية من جديد بعد أن أصابتها الذبحة الشعبية بإقالة يحي الجمل وحشونا جيوبه بكل هذه الوثائق المشبوهة والتي تريد نزع الشرعية من الشعب المصري وإتهام أعظم شعوب الأرض بالجهل وعدم الوعي الثقافي والسياسي وهذه من أعظم الأباطيل وأعتبرها شخصياً وأداً للثورة المجيدة التي أذهلت العالم.
يصر مجلس الندامة على وثيقة السلمي بشكل مريب جداً !!! فهل هناك قوةٍ ما تضغط على هذا المجلس لإمرار هذه الوثيقة ؟!!!
نعم هذه الوثيقة تصب في مصلحة بنو صهيون والغرب الفاجر وهي تهدم وثن ديمقراطيتهم على رؤوسهم ولن تمرر أبداً مادام لنا قلب ينبض ولسان يشهد بوحدانية الله في كونه.
وخرجت علينا كلمات الشيخ حازم صلاح وكأنها آيات إبطال السحر خرجت كلماته وكأنها حبات نور تتساقط على الميدان لتبصرنا بمعالم الطريق ودعا المحتشدين لأهم جمعة في عمر الثورة المصرية العظيمة وهي جمعة استعادة الثورة وكان اسمها (جمعة المطلب الواحد .. جدول زمني لتسليم السلطة في موعد أقصاه 30 إبريل 2012 ).
لقد عرف المصريين جميعاً مدى صدق هذا الرجل ومدى إخلاصه لربه ودينه وأمته ؛ وأن هذه الجمعة هي المميزة للصف الوطني وأن من سيعارضها سيفتضح أمره ومكيدته لهذا الشعب ؛ لقد نصره الله وجعله رجل الأمة في هذا الزمان ؛ لقد أيده مولاه ؛ والظالمين لا مؤيد لهم إلا الطامعين والصهاينة والأمريكان الذين يدّعون معاداتهم وهم يعيشون على معوناتهم ؛ لقد تفاعلت مصر كلها مع هذا المطلب العادل وخرجت عن بكرة أبيها تأييداً للرجل وإنقاذاً للثورة وتمييز الصف الوطني من العملاء والخونة ؛ وانكشف دجل الليبراليين الوفديين وعمالة المشعوذين ممن تسموا زوراً وبهتاناً (بالمصريين الأحرار ) وفُضحت أحزابهم وسقطت في هذا اليوم المجيد في تاريخ مصر وسيعلمون سوء عاقبة خيانتهم يوم يخرج الشعب بكامله لصناديق الانتخابات ؛ نعم والله لقد كانت الأحداث السابقة فتنة عظيمة ؛ سيميز الله بها أهل الحق من الباطل وأهله ودعاته ؛ وقد نصر الله تعالى في هذا اليوم الصادقين؛ وتم لنا ولله الحمد ما خرجنا لأجله وتم تحديد ميعاد تسلم الشعب للسلطة في يوليو 2012 فالحمد لله وحده والشكر لهذا الشعب الذكي الفطن لأنه على علم بمن يُفسد ومن يُصلح . 
#أحمد_العزيزي
#الحرب_على_الغباء
#معركة_الوعي

جمعة المطلب الواحد (ضد العسكر)


جمعة المطلب الواحد (ضد العسكر)



كنت قد تحدثت في الفصل الأول عن دعوة الشيخ حازم أبو إسماعيل لمليونية المطلب الواحد (جدول زمني لتسليم السلطة) والتي جرت يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011 والتي أسهم في الحشد لها بشكل كبير بالونة المجلس العسكري (وثيقة السلمي) وحاولت الداخلية أن تفسدها ولكن هيهات .. هيهات , فقد نزل للميدان مناصري الشيخ حازم والحملة الرسمية لترشيحه,والمركز الوطني للدفاع عن الحريات والثقافة والحوار,واتحاد صفحات تأييد حازم أبو إسماعيل رئيساً لمصر, وائتلاف ضباط لكن شرفاء,ولجنة توحيد الصف الإسلامي, وممثلين عن ضباط 8 إبريل و 27 مايو, وشباب حزب العمل والجماعة الإسلامية, والدعوة السلفية, وفي الأخير أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن مشاركتها وتضامنها لرفضها وثيقة السلمي كانت مطالبنا محددة في نص هذا المنشور :
" أين وعود المجلس العسكري في بياناته الرسمية أثناء وبعد الثورة بأنه لن يمر عام 2011 دون مجلس شعب ورئيس منتخبين , وأن فترته الانتقالية لن تزيد عن ستة أشهر ؟!!
ألم ينكث المجلس العسكري وعده هذا حين أعلن في لقاء متلفز أن انتخابات الرئاسة لن تكون قبل منتصف 2013 , ألم يفطن الجميع إلى إشارات تدخل المجلس العسكري في تقنين مبادئ فوق دستورية وحيله وألاعيبه لنيل مزيداً من السلطات والصلاحيات ؟!!
فيا شعبنا الغالي قبل أن تتهمنا بأننا نريد مزيداً من الفوضى وتفتيت الدولة وتسألني إن رحل المجلس العسكري فمن سيأتي وما البديل ؟
نحن نطمئنكم بأننا لا نريد للمجلس العسكري أن يرحل الآن ونحن معارضين لفكرة مجلس رئاسة مدني لا ندري كيف سيتم اختياره.
ولكنا نزلنا لإثبات بعض الملاحظات البالغة الأهمية ولنفكر فيها سوياً عسى أن نجد لها المخرج.
أولاً : من المسئول عن المشاكل الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الطاحنة ؟ 
أقول : الجيش وشرفاء الداخلية بيدهم توفير الأمن ولكنهم لا يريدون فقد ورقة البلطجية والمسجلون خطر بكل فئاتهم لأستغلالهم ضد الثوريين إذا اقتضى الأمر وهذا حدث بالفعل مرات ومرات
المجلس العسكري هو من بيده إصلاح الاقتصاد ونهضته إذا تعامل مع الحقائق على الأرض على أنهم في مرحلة انتقاليه وليست مرحلة انتقامية من الشعب لأنه قام بثورة فلا يمكن أن يثق مستثمر إلا بضمانات أولها رؤية الأمن في أرجاء مصر.
أما عن العدالة الإجتماعية وطمأنة الشعب فلا أدري السر وراء إمتناع المجلس العسكري عن تحديد الحد الأقصى والأدنى للأجور وإقرار قانون له إن كان يريد صلاح حال البلاد والعباد بأمانة وصدق".
أوليس واضحاً أن هناك سوء تعاطي من الحكومة والمجلس لتلك المشكلات ؟
ثانياً : أين إلغاء حالة الطوارئ مادمتم مسيطرون على الخارجين عن القانون بل ويعملون لصالحكم جهلاً منهم وإستغلالاً منكم , بل أين دور المجلس العسكري أصلاً في مواجهة الانفلات الأمني والذي يعد ذريعة الآن لأستمرار حالة الطوارئ المشبوهة والذي كان من أهم مطالب الثورة ودوافع قيامها ولماذا لا تقدم الحلول الأمنية كعودة عسكري الدرك مثلاً ؟
ثالثاً : أين صدق محاكمة الفاسدين وإصدار الأحكام على المجرمين ولماذا لا يذوقون مرارة المحاكمات العسكرية كما هو حادث الآن مع المدنيين ؟
رابعاً : أين أموال الشعب المصري المنهوبة ؟ وماذا قدمتم في سبيل إرجاعها ؟ ونريد إقرارات لذمم المالية لجميع أفراد المجلس العسكري قبل وبعد الثورة.
خامساً : أين قانون الغدر أو بديله المعيب المسمى بقانون العزل السياسي ولصالح من يتأخر إصداره حتى اليوم ؟
سادساً : أين هي حقوق من احتسبناهم شهداء ومصابي الثورة ولماذا تجاهل مطالبهم العادلة ؟
سابعاً : أين تطهير وسائل الإعلام من المتحولين وأعداء الثورة ومنع المنابر الشريفة من نقد ومحاسبة العسكر ؟ هل هذه أول مطالب ثورتنا من الحرية ؟
ثامناً : أين الخطط الحقيقية والهادفة لحل مشكلات البطالة وإصلاح أحوال المعيشة ؟
لكل ما سبق ذكره فليس لنا الآن إلا مطلب واحد فقط بأن يفي المجلس العسكري بوعده وأن يسلم السلطة للمدنيين في موعد غايته إبريل 2012.
قدمنا مطلبنا هذا في ميدان التحرير وخطب فينا العلماء والأكاديميين والأساتذة والدعاة وعدنا إنتظاراً لرد الحكومة والمجلس العسكري وبقي في الميدان معتصمين كلاً من : مصابي الثورة , ائتلاف المسلمون الجدد , بعض شباب حركة 6 إبريل.

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

فساد جهاز الشرطة المصري


فساد جهاز الشرطة المصري



جنيه الشرطة جبس لا يفك. رجال الشرطة يشترون لوازمهم و احتياجاتهم دون دفع ثمنها.

* كل سائح يدخل المحروسة يدفع 20 دولار أتاوة للبهوات ضباط شرطة الجوازات
* كل سيارة أجرة ميكروباص فى مصر يمتلك حصة مجانية فيها ضابط شرطة
* ضباط شرطة السياحة خربوا الفنادق التى من المفروض أنهم يحمونها، فهم و عائلاتهم و أصدقائهم يأكلون و يشربون مجانا بهذه الفنادق
* كما أن هناك ضباط يؤجرون لحسابهم غرف تلك الفنادق مجهزة بساقطات للسياح العرب لممارسة الأعمال المنافية للآداب.
*ادفع لكى تكتب محضر فى قسم الشرطة.
* ادفع لضابط أو أمين شرطة لكى يقلب حياة جارك أو خصمك جحيم
* فى الليمان ادفع 10000جنية فى الليلة لكى تبيت فى فيلا بها تليفزيون و ماء ساخن
* كل راقصة و فنانة و ساقطة يبتزها ضابط شرطة لكى يقيم معها علاقة و لكى تقوم بالصرف عليه
* ضباط الشرطة يسرقون نصف الأحراز و المضبوطات حتى لو كانت حشيش
* و كل ممتلكات الغير المخلفة من الزلازل و السيول و انهيار المساكن كما يسرقون مواد الاغاثة التى تصرف لضحاياها
* القبول فى كلية الشرطة ب 25000 جنيه
* ادفع 50000 جنية لضابط جوازات ليحضر لك جواز سفر عليه صورتك لكن باسم واحد تانى علشان تهرب من البلد
* ضباط الشرطة بالأقسام يستولون على أموال و ساعات و التليفونات المحمولة الخاصة بالمحتجزين و منهم من يتلذذ بتعذيبهم و آخرين باغتصابهم و اذا شكلك لم يعجب البيه المأمور فانة بعد ضربك و عمل اللازم يحضر من يعتدى عليك جنسيا ليلا فى الحمام الملحق بغرفة الحجز أو فى مكتبه و هو بيتفرج
* اذا صادفت أى واقعة تمس الأمن القومى و أديت واجبك نحو وطنك بالابلاغ عنها لمباحث أمن الدولة أو المخابرات العامة أو الحربية فان البهوات الضباط سيشكرونك على وطنيتك و يطلبون منك كتابة كل التفاصيل مهما كانت فى ورق فلوسكاب من الحجم الكبير يصرفونه لك و بعد أن تفرغ من كتابة البلاغ التفصيلى سيأخذه منك الضباط و يقولون لك بأنك متهم بارتكاب الجريمة التى ذهبت بمحض ارادتك للابلاغ عنها و بأن ما كتبته فى الورق الفلوسكاب هى اعترافاتك التفصيلية و بأنك كنت تحت المراقبة منذ الوهلة الأولى و سيتم احالتك محبوسا الى المحاكمة التى غالبا ما ستكون عسكرية و قد يحكم عليك بالاعدام
* وزير الداخلية و مدير و ضباط مكافحة المخدرات تصرف لهم رواتب مجزية جدا من كبار تجار المخدرات مثل عائلة محمد منصور و عائلة عفت السادات و عائلة قوطة و غيرهم.
*  النبوى اسماعيل على سبيل المثال عندما خرج من الوزارة كانت المبالغ المتجمعة التى أودعت باسمة بأحد البنوك السويسرية 55 مليون دولار

 فساد متنوع في مصر

* اذا اردت أن تكسب أى دعوى قضائية فعليك أن تدفع للقاضى و لا يهم ان كنت ظالما أو مظلوما
* أعطى ابنك درسا خصوصيا بالجامعة لكى ينجح و لرئيس القسم لكى ينجح بتفوق
الشئ لزوم الشئ: كتب الوزارة مكتوبة عمدا باسلوب لا تستطيع معه فهمها فما بالك بابنك حتى تضطر الى شراء كتب خارجية و اعطاء ابنك دروس خصوصية .
* قانون الجمارك معقد جدا لكى تضطر الى الاستعانة بمستخلص يستطيع التفاهم مع رجال الجمارك و دفع المعلوم لهم لتخفيض قيمة الجمارك المستحقة عليك أو لمجرد تجنب رفعها بصورة مبالغ فيها
* مأمور الضرائب سيهدر دفاترك مهما كانت سليمة و سيبالغ فى تقديره الجزافى للضرائب الواجب عليك دفعها لكى يبتزك و يضطرك الى دفع المعلوم مقابل تخفيض مبلغ الضرائب المستحق عليك
* الترقية و النقل بالمصالح و الهيئات الحكومية بثمن ,الذى قد يكون فى شكل هدية ثمينة أو مبلغ من المال أو علاقة جنسية.
* مأمور ضرائب المطرية دفع الى رئيس مصلحة الضرائب 300000 جنية ثمنا لنقله ليكون مأمور ضرائب مصر الجديدة.
* مذيعات ماسبيرو يدفعن رشاوى جنسية للترقى أو للنقل و من فقدت جمالها بفعل عامل الزمن أو التخمة مسموح لها بتقديم الصغيرة الممشوقة.
موظفو قناة السويس و الجمارك و ضباط المسطحات و العاملين بالهيئات المتصل عملها بقناة السويس يمرغون اسم و سمعة مصر فى الوحل اذ انهم يبتزون الأموال و السجائر و الخمور من كل باخرة تعبر قناة السويس و عبارة (جيفيت باكشيش ) لم تأتى من فراغ
* موظفى الأحياء و الحكم المحلى الأكثر فسادا لا يؤدون واجباتهم الوظيفية الا بمعلوم و يؤدون أعمال غير قانونية بمعلوم أكبر.
* مخالفة الارتفاعات بدءا من 100000 جنية.
* ادخال مرافق و خدمات فى عقار مخالف 50000 جنية.
* عمل محاضر مخالفات كيدية لجيرانك من 5000 جنية.
* التغاضى عن البروز من 50000 جنية.
* يتم الاتفاق على خلاف ذلك من أعمال
اسعار متنوعة: شهادة طبية حسب الطلب بدءا من 2000 جنية. شهادة اعفاء من الخدمة العسكرية 10000جنية. شهادة زور بدءا من 200 جنية. شهادة دكتوراة 5000 جنية. رخصة قيادة بدون اختبار 200 جنية. فيش و تشبية حسب الطلب 1000 جنية. شهادة مخالصة من الضرائب 500 جنية. تغيير فى الوقائع و الأقوال فى محاضر الضبط و التحقيق بدءا من 1000 جنية.
ألسنا نعيش أعظم عصور الفساد على يد الطيار صاحب الطلعة الجوية والذي على زعم مؤيديه لو تركها وترك حكمها هاتولع نار ؟!!!
رغم أن جميع الإنجازات الحربية الوهمية لحسني مبارك مسروقة باليد من الفريق الشاذلي عليه رحمة الله تعالى .
فقد كاد خطابه الثاني أن يخدع الناس حتى خرجوا بالعويل والصراخ حسني مبارك يا طيار أوعى تسيبها تولع نار !!!!
وكأنه ممسك بمصر في كفه من أن تسقط وتهوي أكثر مما هي فيه طوال ثلاثين عاماً هي مدة تحكمه في شعب مصر وخداعه لباقي شعوب العروبة
كأن فرعون مصر هذا إله النيل عياذاً بالله والذي به تحفظ مصر من الخراب !!!
الله أكبر .. الله أكبر تناسى الجميع ويلات حكمه البائد لمجرد قوله أنه سيدفن بمصر !!

أحوال العرب قبل الثورة


أحوال العرب قبل الثورة


الأمة معرضة لتغيير هويتها بأكملها وتقسيمها بعد تقسيمان سايكوسبيكو إلى كاردونات أصغر وأصغر فرأينا الحدود قد رسمت بيننا وأصبح أداء فريضة الحج يحتاج أذونات وتأشيرات.
العراق في طريقه للتفتت والتقسيم وكذا هناك أطماع لفك وحدة اليمن من جديد والطمع الأكبر في تقسيم  مصر إلى جنوب نصراني وشمال مسلم والجائزة الكبرى في تقسيم المملكة العربية السعودية إلى دويلات.
القواعد العسكرية الغربية إنتشرت في أرض الوطن العربي الإسلامي بل إن بعض الدول أوكلت حمايتها لهذه القواعد العسكرية فباعوا الجيش وباعوا العتاد وأصبحوا لا يعدوا ما يستطيعون لنصرة الحق فكيف ترتجى لهم ومنهم النصرة في باقي الميادين ؟ ويحتفلون بإنتصارات وهمية كفوز قطر بإستضافة كأس العالم وأعدوا هذا كالفتح الأكبر المبين فيا حسرتاه ...
يا حسرتاه لما ارتضينا بمسميات غربية غريبة ومريبة تنزع عنا هويتنا الإسلامية والعربية ونادانا كل من عادى عروبتنا بدول العالم الثالث وبدول الشرق الأوسط الكبير و (الصغير بدون تركيا المسلمة ) !!!
فمن موجبات التغيير والحرية البدء بمعالجة قضايانا الأزلية , في القدس وغزة والضفة الغربية , في العراق بين السنة والشيعة والأكراد , في الصومال وطرد الاحتلال الأثيوبي الصليبي منها , وفي الصحراء الغربية , وفي جزر الأمارات , وفي الأطماع الصفوية الفارسية وفي جنوب السودان ودارفور وأماكن كثيرة حورب فيها الإسلام وأهله .
فذاك هو الدور الحقيقي والذي لآبد أن يقوم عليه شباب هذه الأمة وإلا لعدنا من حيث بدأنا.
وأنا من خلال بحثي هذا أدعو الدول العربية والإسلامية التي ثارت مؤخراً إلى العودة وهي متحدة فيما بينها وحدة إسلامية عربية بين مصر وليبيا وتونس ونبدأ في تصحيح وتفعيل الأمم العربية المتحدة ونكون أرض عروبة واحدة بدون حدود أو سدود , ولها عملة واحدة تكون العملة الرسمية للعبور بقناة السويس وبالأيدي العاملة المصرية والعقلية التونسية والثروة الليبية سنبني أعرق حضارة يشهدها العصر الجديد عصر ما بعد ثورات الكرامة والتحرير .
يقول الدكتور عبد الكريم بكار :
إن الذي يتأمل في الخلفيات الثقافية, والعوامل غير المرئية التي تشكَّل البنية الأعمق لتصوراتنا وسلوكياتنا-سيجد أن هناك تشابكاً ضخماً بين عدد,لا يكاد يحصى من أنواع المعطيات المكانية والزمانية,وأشكال التلاقي الأممي على الصعد المختلفة0 ولطالما رأت الأمم أنفسها وإنجازاتها في مرايا جيرانها وحلفائها ,كما رأتها في  مرايا خصومها ومنافسيها؛بل إنه يمكن القول:
إن وعي الأمم بما لديها,يظل غير مكتمل,ما لم يتوفر لها كيانات مناوئة, تختلف عنها اختلافاً بيّناً, فتتمكن بذلك من المقارنة والموازنة والمحاكمة والنقد والمراجعة والتصحيح000
عند محاولة النظر في المرتكزات والأسس التي تشكل ملامح إحساسنا الحضاري,وتصوُّرنا عن التخلف والتقدم والنهوض-نجد أنها دائماً تتبلور عن طريق تداخلها مع ما يثمر الاتصال بـ (الغرب) با اعتباره(الآخر) بالنسبة إلينا؛فالمسلمون لا يأبهون كثيراً لما يقع  في الصين أو اليابان أو روسيا,ولا لما  يتم إنجازه هناك,باعتبار أن تلك الأمم –مهما كانت مغايرة لنا- تمثّل بالنسبة إلينا كيانات مغايرة أكثر من أن تكون منافسة,على حين يرون في أوروبا الغربية وحفيداتها من نحو أمريكا وكندا وأستراليا جهات مضادة ومناقضة0
في القرن السابع الميلادي كان يطفو على السطح تشاحن وخلاف بين النصارى حول طبيعة .المسيح,وحول صلة اليهودية بالنصرانية,وعلاقة العقل بالإيمان,والفرد بالكنيسة000 آنذاك بزغ فجر الإسلام؛ ليقدم رؤية شاملة للكون والحياة,وليكشف زيف الأوهام والظنون لدى الملل والنحل المختلفة؛لاسيما النصرانية واليهودية0وخلال قرن من الزمان تمددت رقعة الإسلام الفكرية والجغرافية في مناطق,كانت تعدُّ معاقل أساسية للنصرانية,وكان ذلك يمثَّل نقطة الاحتكاك الأولى بين الإسلام والنصرانية,الأول يصعد ويتقدّم ويبني, والثانية تتراجع,وتخسر أرضاً,كانت تعدّها مكاسب ثابتة0 في القرنين السادس والسابع الهجريين- الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين-تعاظم الاحتكاك والالتقاء بين الإسلام والنصرانية عبر محورين أساسيين:الأول هو المحور الفكري,حيث تأثر الأوروبيون تأثراً بالغاً بالفكر الحضاري الإسلامي عبر تعلَُم العربية0 وعبر الترجمات من العربية إلى اللاتينية على الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض خاصة في أسبانيا وجنوب إيطاليا وصقلية000
أما المحور الثاني:فقد كان يتمثل في الحروب الصليبية التي بدأت قبل نهاية القرن الخامس,ولم تنتهِ إلا قُبيل انتهاء القرن السابع الهجري عندما تمَّ تصفية النفوذ الصليبي في الشام0
كان يصاحب النصر العسكري الإسلامي نوع من الانبهار الغربي بالحضارة الإسلامية وتفوقها في المجالات التنظيمية والمدنية والصناعية000
بعد القرن السابع الهجري-الرابع عشر الميلادي- أخذ نجم العالم الإسلامي في الأفول,واخذ نجم أوروبا في السطوع,حيث ابتلي المسلمون بخبو  نار الاجتهاد إلى جانب ضعف الالتزام,والتفكك السياسي, وانتشار الجهل والفقر واجترار الذات,والتباس سبل النجاة والارتقاء000
أما الغرب فقد بدأ يستفيد مما أخذه من المسلمين,وأضاف إليه الكثير من الإبداع والاختراع والاكتشاف00
وظل كل الفريقين مشغولاً بذاته وهمومه إلى أن جاء القرن التاسع عشر,وبدأت حركة الاستعمار الحديثة,وحصل الالتقاء الأخير الذي ما زال يتعمق ويمتدد في أبعاد جديدة إلى يومنا هذا00
ويلاحظ أن مسار المسلمين ومسار الغربيين يشكلان خطين متداخلين على التبادل؛فحين يكون المسلمون في القمة ,يكون الغربيون في القاع0 وإذا كان الغربيون في القمة كان المسلمون في القاع .و عندما يكون المسلمون في طور الأستاذية,يكون الغربيون في طور التلمذة0 وعندما يكون الغربيون في طور الأستاذية ,يكون المسلمون في طور التلمذة000
من المهم لفهم العصر الذي يعيشه المسلم اليوم أن نعرف الصور المتبادلة بينا وبين الغرب:ما هي الصور المنطبعة في ذهن الغربيين عن المسلمين,وما هي الصور المنطبعة في ذهن المسلمين عن الغربيين؛لأن تلك الصور,هي التي تحدد المواقف,وتغذي التوجهات الفكرية والتجديدات السلوكية لدى الطرفين؛ولا سيما الطرف المسلم0
أما صورة الإسلام في ذهن الغربيين فهي صورة غامضة,يكتنفها الكثير من الجهل والتشويش؛فعلى الرغم من الحروب الدامية الني شنّها الغرب على المسلمين في المنطقة العربية من آسيا,وفي الهند والبلقان وافريقية,وعلى الرغم من كل العلوم والمعارف الإسلامية التي كان قد نقلها إليه من قبل إلا أنه لم يكن يحفل أبداً بمعرفة كنه الإسلام وجوهره- للأوضاع الفردية طبعاً شأن خاص- وكان المأمول من وراء حركة الاستشراق الهائلة أن يتوفر للغرب معرفة أفضل بالإسلام0
إلا أن الواقع هو أن قلة قليلة من المستشرقين استطاعت النفاذ إلى أعماق الموضوعات التي عالجوها وإقامة  دراسات أصلية وافية حولها عبر منهجية منطقية,مدركة لخفايا تلك الموضوعات ومشكلاتها0 وإن النظر في ترجمات القرآن الكريم إلى لغات أوروبا  المختلفة,يوقفنا على مدى ضحالة استيعابهم للطرح الفكري الحضاري للإسلام في الجوانب والمجالات المختلفة0
أما العامة وأشبه العامة في الغرب, فإن اعتقادهم بهامشية الشعوب النامية –والإسلامية خاصة- وألاّ فائدة تُرتجى من وراء معرفة أحوالها- أدى إلى جهل عريض بجغرافية العالم الإسلامي وتاريخه ودينه ومجمل شؤونه, مما هيّأهم على نحو فريد للوقوع فريسة سهلة في شباك رغبات كتّاب وصنّاع الروايات والأفلام ووسائل الإعلام ,التي رسمت صورة قاتمة للشرق عامة,فالشرقي ذو نزوات مفاجئة غير مألوفة,كما أنه أسير الغضب الأعمى , فظ غليظ قاسٍ,وهو قبل ذلك سادر في الملذات,أسير الشهوات, معربد بين القيان والحسان والألحان والكؤوس والندمان!!!
الشرق موطن السحر والخرافات والأوهام,وظلام المعابد,وتعاويذ الكهّان. وهو موطن النسل الوفير والكوارث الطبيعية من الفيضانات والزلازل التي تحصد الألوف. وهو لا يعرف حرية الأفراد,بل الظلم والجَوْر و أكل الحقوق. والبلدان الشرقية التي أحرزت بعض التقدم التقني,أحرزته بأموال الغرب ومنهجية الغرب وتقنية الغرب...
ويحظي العالم الإسلامي بنوع من الخصوصية في الصور الذهنية المنطبعة عند الغربيين؛فهو إلى جانب كل ما ذكرناه عن الشرقيين, عالم دموي متطرف إرهابي أصولي, وحين سقط المعسكر الشيوعي,صار الغرب ينظر إلى العالم الإسلامي على أنه العدو القادم الذي ينبغي أن تُرصد تحركاته وأوضاعه. وكلما أحرز المسلمون نوعاً من التقدم في اتجاه التمسك بالإسلام, ازداد الخوف الغربي من العالم الإسلامي. والمتأمل ير أن (الإسلام الأصولي) صار يحتل القمة فيما يشغل الإعلام العالمي,وصار جنرالات حلف الناتو, يضعون في حسبانهم أن أكثر المواجهات العسكرية احتمالاً,لن تكون بين الشرق والغرب,وإنما بين الشمال والجنوب الذي يشغل المسلمون منه حيزاً مهماً.
إن الذي يغذّي هذه الصور,ويعيد تلميعها, هو رواسب الحروب الصليبية, وتنافر المصالح الكونية بين أغنياء الشمال وفقراء الجنوب,والتشويه الإعلامي المتعمد الذي تقف وراءه وسائل الإعلام الصهيونية والعنصرية,بالإضافة إلى سوء أحوال المسلمين في كثير من المجالات,وشناعة الأعمال غير المسئولة التي تقوم بها فئات وجماعات ودول وأحزاب من التعذيب والقتل والاحتراب الداخلي ,والخروج عن القانون,وانتهاك الحرمات,وأكل الحقوق.
أضف إلى كل ذلك أن الغرب لا يستطيع أن يهضم,ويتفهم وضعية لا ينفصل فيها الدين عن الدولة,كما لا يستطيع أن يستوعب منطقية دين تغطي أحكامه كل حياة البشر, وتغطي جميع أطوارها؛ فهو دائماً يفهم الدين على أنه شأن شخصي,وعلاقة خاصة بين العبد وربه؛ وهو بذلك ينطلق في نظرته للدين والتدين من خلال معرفته بالنصرانية,وبالكنيسة التي أجْلَتها العلمانية عن كل مواقعها,وحوَّلتها إلى مؤسسة تعني بالخدمات الاجتماعية!!
ولو أن الأمر اقتصر على ذلك لهان الخطب,لكن الكنيسة قد أصبحت تضفي المشروعية على بعض الأعمال والتصرفات التي لا يمكن لأي دين سماوي أن يقبل بها, وعلى سبيل المثال فإن الكنيسة الإنكليزية,قد أجازت عقد القران بين الرجال,وكانت الكنيسة الأمريكية أدخلت من قبل إلى أروقتها الرقص والموسيقى والغناء, لذا فإن مقاييس الغرب للتدين,تدفعه نحو اعتبار كل مسلم-مهما كانت درجة التزامه-أصولياً!